“لا يجب ترك الشعب رهينة لصقور الحرب”

“لا يجب ترك الشعب رهينة لصقور الحرب”

صلاح جلال

1

الشعب السوداني وصل الحد وأصبح كالكرام في موائد اللئام من أبناء جلدته قبل أن يصل الفريق البرهان لهذا الحد ، نزح 11 مليون من مساكنهم وفقد أكثر من خمسة مليون مرتباتهم الشهرية في القطاعين العام والخاص و١٨ مليون تلميذ خارج التعليم لأكثر من عام، انهيار اقتصادي كامل تجاوز سعر العملة المحلية ٣٠٠٠ ألف للدولار الواحد شبح مجاعة شاملة تهدد ٢٥ مليون نسمة متوقع أن تهلك الملايين من النساء والأطفال والشيوخ ، ٢ مليون لاجئي في دول الجوار فقدوا كرامتهم في العيش الإنساني وخروج ٨٠% من المشافي عن خدمة المرضى، هذه مفردات الواقع المعاش الذى لا تتناطح حول حقائقه عنزتان.

2

*من هم المستفيدين من الحرب ولا يريدون إيقافها؟؟* ، مجموعة من الساسة الأقزام أصحاب الأشواق للاستفراد بالسلطة حتى إن جاءت على جماجم الشعب سلطة مطلقة بلا رقيب من جهاز تشريعي وإعلام حر، فساد مطلق يمارسه من يسمون أنفسهم وزراء وحكام ولايات كدسوا في زمن المسغبة وشظف العيش الذي يواجهه المواطن ملايين الدولارات في البنوك الأجنبية، مضاف إليهم ثمانية رجال أعمال معروفين بالاسم يتقاسمون معهم الأرباح في الصفقات المشبوهة في بيع الذهب واستيراد الوقود والغذاء وعدم إعادة حصائل الصادر للبلاد فوضى تفرخ وتبيض في خزائنهم، ما يعيشه السودان الآن هو مناخ مثالي لخفافيش الظلام وأزلامهم من الطيور الصديقة للتماسيح التي تنظف أسنانها ويعيشون في كنفهم بالعطايا والهدايا السلطانية ، *هؤلاء جميعاً ليست لهم مصلحة في وقف الحرب فهي بالنسبة لهم الدجاجة التي تبيض ذهباً* يا أبو نمو.

لذلك من الطبيعي أن يرفض أثرياء الحرب المتنفذين أي دعوة لوقفها لاعتبارات إنسانية وهم مجردين منها ، فاقد الشئ لا يعطيه، *ما العمل لبقية الشعب المكتوي بنار الحرب؟؟* نتركه رهينة لبُغاث الطير وأصحاب المصالح الرزيلة!!! لقد قالها حِكمه سارت بها الركبان دبلوماسي سعودي عند انسحاب الجيش من منبر جدة في جلسته الثانية قال لوفد القوات المسلحة [*الوقت من دم*وإهدار كرامة*] .

3

*نعود للتاريخ لنعرف الفرق بين وفد أبو نمو وزير المعادن وفق سالفة جوبا المنتهية الصلاحية لجدة ووفد سعد زغلول* بعد ثورة ١٩١٩م الذي ضم عبدالعزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد ومكرم عبيد وإسماعيل باشا المعبر عن آمال وتطلعات الشعب المصري الذي انتهى لتكوين حزب الأغلبية الشعبية (الوفد) ووفد الخيبة وتنابلة السلطان بقيادة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو المعبر عن النخبة الانتهازية المستفيدة من الحرب الذى أحبط آمال الشعب السوداني بإهدار الفرص لوقف الحرب والدمار في البلاد، وفد التناقضات المفضوحة الذى يؤيد مخرجات إعلان جدة ويطالب بنقيضها وهو إعلان وفق نصوصه لا يعترف بشرعية لحكومة في السودان، كان هدف الوفد واضح وفاضح أنهم يريدون قطع الطريق أمام الدعوة لوقف الحرب من خلال إطار تفاوضي ينعقد تحت رعاية دولية في سويسرا ، لذلك كان الاستعجال في إعلان التوصية بعدم المشاركة في اجتماعات جنيف قبل الوصول لمجلس وزراء أو قائد عام الجيش وتغليف السُم الزعاف في سلفان من الوطنية الزائفة ليموت الشعب وتعيش القطط السمان .

4

على القوى المدنية المعبر الوحيدة عن اغلبية الشعب السوداني وكتلته الحرجة ممثلة لقوى الثورة الشرعية التي أطاحت بنظام الإنقاذ المباد، أن تعلن بوضوح أنها تتحمل مسئولية التفويض الشعبي إذا تغيبت القوات المسلحة وحكومة بورتسودان عن مفاوضات جنيف، *لتؤكد أنها ستذهب لطاولة التفاوض لتوقيع اتفاق سلام ووقف الحرب مع قوات الدعم السريع ولن تترك الشعب السوداني رهينة* لأصحاب الأحلام الصغيرة سفهاء السلطة والثروة إن القوى المدنية أمام مسئولية تاريخية لوقف الحرب بسند شعبي وإقليمي ودولي، *ويجب أن تتعامل مع من يرفضه كتمرد على الشرعية ومواجهته بكل الوسائل وحسمه لصالح الشرعية الشعبية* وتحقيق مصالح العامة من السودانيين ولا يجب أن تترك الشعب السوداني رهينة لدعاة الحرب المستفيدين من الدماء والدمار على أشلاء المواطنين الشرفاء الأحرار *إعلان شرعية شعبية هو طريق الخلاص لتوقيع اتفاق سلام مع قوات الدعم السريع* هو طريق إيقاف الحرب المتاح في حالة تخلف قيادة القوات المسلحة عن الحضور لمفاوضات جنيف، على القوى المدنية إعلان فرض شرعية جديدة تتولى التعبير عن مصالح أهل السودان وتتخذ كافة التدابير لاستعادة النظام الانتقالي لمساره الديمقراطي الذي ينتهى لانتخابات حرة خلال عامين من توقيع اتفاق السلام وبقيادة حكومة كفاءات وطنية مشهود لها بالخبرة والاستقامة لإكمال برنامج ثورة ديسمبر المجيدة .

وأن تعلن الشرعية الجديدة التعاون الكامل مع الإتحاد الافريقي والجامعة العربية والامم المتحدة والإتحاد الاوروبي ودول الجوار كافة والشعوب الصديقة حول العالم وتناشدهم الاعتراف بالشرعية ومساندتها لاستعادة الاستقرار وتحقيق السلام ومواجهة التحديات الإنسانية التي تهدد حياة السودانيين والسودانيات ودعم كفاحهم من أجل الحياة الكريمة والخروج من مزرعة الحيوان لجورج أوريل .

5

ختامة

*لا يجب ترك الشعب السوداني حاضرة ومستقبلة رهينة لسماسرة المساومات الخاسرة* ولعدم المسئولية وعدم وعى وإدراك مجموعات طفيلية لا تهمها غير مصالحها الضيقة.

هذه حرب خاسره يا برهان يجب أن تقيف فوراً، ننشد لكم مع بدر شاكر الثياب لمن لم يتركوا في ضمائرهم غرفة لرحمة.

*أثقل ضميرك بالآثام*

*فلا يعذبك الضمير*

#لا_للحرب

#لازم – تقيف – فورا

#لن – نترك – الشعب – رهين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى