فوضى المواقف..!
صفاء الفحل
بعيداً عن الأعراف الدبلوماسية التي قلنا بأن رئيس وفد الحكومة الكيزانية (أبو نمو) لا علاقة له بها، فقد أعلن رئيس الوفد التفاوضي من (جدة) في تصريح (ركيك) يبدو انه كان معد مسبقاً عن انتهاء التفاوض مع الوفد الأمريكي (مقترحاً) بأن لا يذهب الوفد الحكومي إلى (جنيف) وإلغاء الاتفاق المسبق بين حكومة (بورتكوز) والمجتمع الدولي بموافقته بالاشتراك في تلك المباحثات.
والعرف المتبع أن يعقد الطرفان المجتمعان مؤتمراً صحفياً مشترك يتحدثا من خلاله عن العقبات التي حالت دون الاتفاق، أما أن يعلن طرف واحد من جانبه فشل المباحثات، بينما يلوذ الطرف الآخر بالصمت، فإن ذلك يحمل الكثير من علامات الاستفهام والتي تقول إن خلافاً واضحاً حدث خلال أولى الجلسات، مما جعل الطرف الحكومي يخرج بهذه (الحدة) والغضب ليحسم الأمر تماماً.
ويبدو أن وفد الحكومة الكيزانية وصل إلى جدة وهو يحمل (طلبات) جاهزة ومكررة ومعروفة للجميع كإعلان الدعم السريع مجموعة إرهابية ودعم عملية إخراجها من الخرطوم وأشياء أخرى، طالباً التأمين عليها قبل الدخول في تفاصيل الأجندة الأخرى، إلا أن الوفد الأمريكي رفض طريقة فرض (الوصايا) على الحوار والتي أصبحت تنتهجها حكومة البرهان خلال الفترة الأخيرة، وأعلن الوفد الكيزاني إغلاق الحوار دون ذلك، فانفض السامر بعد أقل من ساعة واحدة من بدء الاجتماع.
كما إن أنباء غير مؤكدة قالت بأن هناك لقاء غير معلن قد تم في ذات التوقيت بين قائد الانقلاب البرهان وقائد الدعم السريع حميدتي بـ (كيغالي) التي يتواجد بها البرهان لحضور مراسم تنصيب الرئيس الرواندي، كانت مفاجئة بالنسبة للمجموعة الكيزانية، مما دعاها إلى إيقاف التفاوض والطلب من الوفد المفاوض العودة إلى بورتسودان، على اعتبار أن هناك (خدعة) قد تمت بإلهاء المجموعة الرافضة لإيقاف الحرب بذلك الاجتماع، بينما يتداول البرهان سبل إيقافها في مكان آخر.
ويبدو أن هناك (ارتباك) واضح في وزارة خارجية حكومة بورتكوز التي لم يصدر عنها حتى لحظة كتابة هذا العمود ما يوضح ما جرى هناك، وستكون لنا عودة بإذن الله بعد أن تنجلي الأحداث.
والثورة أيضًا لن تتوقف..
والقصاص سيظل راية مرفوعة..
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة