الجنرال في عهره ‼
الجنرال في عهره ‼
علي أحمد
لا أحد يستطيع وصف الجنرال المهزوز الخائف المرتعب ياسر العطا، فهو الأكثر من بين ضباط الانقلاب إثارة للجدل وكثرة في الحديث الذي لا قيمة له، وهذه الأمور تصدر دائماً كما يقول علماء النفس من أشخاص مصابين بالرهاب والخوف الشديد من المستقبل المجهول.
إذا أردت أن تعرف كيف صار الجيش حُطاماً فأسمع ما يقوله (ياسر العطا)، وهو دعي جاهل وتافه ليس له في الثقافة ولا السياسة ولا الدبلوماسية التي يظنها مسبة و(شتيمة)، ولا حتى في العسكرية وهو مهزوم فيها ومحاصر، وقد قال في مقابلته التلفزيونية إن المدنيين عجزوا عن إدارة المرحلة الانتقالية وشن عليهم حملة واسعة وشعواء على طريقته السوقية المعروفة.
يريد هذا الجنرال التائه أن يقلب حقائقاً لم يمض عليها عامان رأساً على عقب من خلال انتاجه لخطابٍ تهريجي كذوب، فالمرحلة الانتقالية لم تكن في القرن الماضي، وإنما اجهضت بانقلاب العطا ورفاقه في 25 أكتوبر، 2021، وأحداثها ما تزال طازجة لم تتلف ولم يطالها النسيان، ثم إنها لم تكن تُدار من قبل المدنيين فحسب، ليتها كانت كذلك، بل هناك عسكر وغيرهم كانوا شركاء في الفترة الانتقالية.
طيّب، من الذي أفشل هذه المرحلة؟ هل هي القوى المدنية أم المكون العسكري والحركات؟، نسأل ولا نريد من العطا أن يُجيب، لأنه غير مؤهل أخلاقياً لقول الحقيقة.
من الذي موّل ودعم وخطط ونظّم وأسّس الكيان القبلي الذي أغلق الطريق الرئيسي الرابط بين الخرطوم وبورتسودان وأغلق الميناء ومنع الغذاء والدواء عن المواطنين في عقاب جماعي غير مسبوق في تاريخ الخلاف السياسي في السودان؟ ومن الذي كان يوفر الدعم المالي واللوجستي والحماية الأمنية والقانونية للناظر ترك وجماعته؟ هل كانوا المدنيين؟.
من الذي أشعل الفتن العرقية والقبلية والاقتتال الأهلي في شرق السودان وفي النيل الأزرق وفي دارفور، هل هم المدنيون؟، ومن الذي وضع الأمن القومي والأمن الداخلي في خطر، وخاض حروباً بالوكالة في الفشقة، ومن هدد الأمن المجتمعي والشخصي وأطلق عصابات النيقرز و(9) طويلة وعتاة المجرمين يسومون المواطنين العذاب ويسلبون أموالهم وممتلكاتهم في وضح النهار وعلى مرأى من الشرطة التي تم تحييدها وتعطيل عملها وإفسادها؟ بل ما هي الجهة التي تقع الحماية الأمنية ضمن مسؤولياتها وفقاً للوثيقة الدستورية، هل هي المكون المدني أم العسكري؟؟.
ما فعلته قيادة الجيش بالشعب خلال المرحلة الانتقالية من أجل أن تستفرد بالسلطة وتحكم لوحدها لم يفعله التتار ولا المغول والا النازية أو الفاشية، وما مارسه هذا المكون وعلى رأسه المخبول “ياسر العطا” من وضع للعصّي في دواليب المرحلة الانتقالية لم يسبقه عليه أحد، ثم يأتي ليتحدث عن فشل المدنيين!.
دعكم – أعزائي وعزيزاتي – عن ذلك، وتعالوا للسؤال الأهم، وهو: متى تم اقصاء المدنيين عن المرحلة الانتقالية ليستفرد بها المكون العسكري مع إتاحة هامش للحركات المسلحة ولصوص الهامش؟، ألم يحدث ذلك في 25 أكتوبر 2021؟، أي قبل إشعال نفس المكون بالتنسيق مع النظام الإخونجي الحرب في 15 أبريل 2023، فماذا فعل العسكر خلال هذه الفترة، هل نجحوا في تشكيل حكومة قوية وبسطوا سيطرتهم على البلد، أم فشلوا في تشكيل حكومة لنحو عام ونصف، وهل نجحوا في تسمية رئيس وزراء أم فشلوا في ذلك حتى اللحظة، هل أصلحوا معيشة ومعاش المواطنين، وأخيراً أيها الأرعن البذيء: لقد انقلبتم على الحكومة المدنية وتسلمتم منها البلاد كاملة غير مبتورة أو منقوصة، كل ولاياتها تحت سلطة الحكومة المدنية، فكم المساحة التي تتواجدون فيها الآن، وكم ولاية يسيطر عليها جيشك؟ .
إن العسكريين هم من أجهضوا المرحلة الانتقالية وفشلوا في إدارة الدولة بما في ذلك تعيين حكومة ورئيس وزراء، ولعل من حسن تدابير الأقدار إنه عندما اشتعلت الحرب لم يكن المدنيين المفترى عليهم بالكذب شركاء للعسكريين في إدارة الدولة، وإلا لأسرفوا في اتهامهم بأنهم من أشعلوا الحرب، ومن أطلقوا الطلقة الأولى.
أنت من أشعل الحرب أيها الجنرال الرعديد، ولقد ذكرت بلسانك إن سحق الدعم السريع لن يستغرق معك سوى ساعات، وها أنت بعد مرور نحو عام ونصف من الحرب محاصر في نطاق محدود لا تستطيع الحركة خارجه، لقد أفشلت المرحلة الانتقالية وفشلت في إدارة الحرب التي أشعلتها وأنت تمتلك السودان كله، أما الآن فأنت تفشل في إدارة ما تبقى لك من ثلاث ولايات فقط، وتصبح (ملطشة) يتحكم فيك منتقب يسمي نفسه(الانصرافي) ويشتمك مخبول يدعى (شيبة ضرار)، فما الهوان إن لم يكن ذلك؟
أنت بالتحديد يا عطا الأقل كفاءة بين المجرمين الأربعة من جنرالات الجيش، فرفاقك الثلاثة الآخرين رغم مخازيهم وفشلهم وخوارهم وضعفهم وفسادهم، لكنهم أفضل وأكفأ منك، فأنت لم تقدّم للسودانيين نصراً حتى تتباهى به وتتفاخر، ولم تقدّم لهم حكومة حتى تطلق لسانك عليهم، ولم تقدِّم لهم استقراراً سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً بل قدّمت لهم حرباً مُدمرة وجوع وفقر ولجوء ونزوح وهزائم متتالية ولسان (زِفر) تضرب به كمُلتاث يمنة ويسرة.
لقد آن الأوان أن تخرس وتحفظ لسانك بين فكيك وتصمت فمثلك أيها الفاسد المهزوم المحاصر المرتجف الواجف المرتعد الخائف المختبئ كصبية في خِدرها، عليه أن يستحي من إسماع صوته للآخرين، فصوتك عورة وصورتك عورة وجيشك عورة، وأنت عورة وعهر وعار على الشعب وعلى الجيش أيها الجنرال المخبول.