نحن العملاء..
صفاء الفحل
لا أحد استمع للدكتور (علي بلدو) عندما بح صوته قبل أن يحدث ما حدث للبلاد، بل واعتبر البعض حديثه الغريب نوعاً من (الجنون) لا أحد استمع إليه وهو ينادي بإدخال كافة الساسة السودانيين العيادات النفسية لمراجعة حالتهم العقلية والنفسية قبل تولي المنصب وأن تكون هناك مقاييس أخرى لمن هو القائد السياسي غير (الصوت الجهوري) والتملق وأن تكون الدراسة النفسية والأسرية واحدة من شروط التقديم للكليات العسكرية كما تفعل كل دول العالم المتحضرة وها نحن اليوم نجني ثمار ذلك التجاهل بمجموعة من الأرزقية والمرضى النفسيين الجهلة الذين قادوا البلاد لهذه الحالة من الفوضى.
هؤلاء الجهلة كثيراً ما يرددون في خطاباتهم الحماسية خاصة أعضاء اللجنة الانقلابية وحاضنتهم الكيزانية بأنهم سينظفون البلاد من (العملاء) مقرونة مع الخونة فإن كان المقصود بهذا النعت كل من ينادي بإيقاف هذه الحرب العبثية وإعادة الحكم المدني الديمقراطي والعمل مع المجتمع الدولي لإيقاف التدهور المريع في الغذاء جراء استمرار الحرب ومنع وصول الغذاء للعالقين داخل دائرة الصراع حسب التفكير المحدود وحالتهم النفسية المتدهورة فبكل تأكيد نحن أكبر العملاء والخونة.
وسنظل نجلس في خانة العملاء والخونة إلى الأبد، حتى يتم إيقاف هذه الحرب وتعود الدولة المدنية الديمقراطية ويبتعد هؤلاء الوطنيين (غير العملاء) والذين ينادون باستمرار الحرب ويتجاهلون المجاعة التي تضرب الملايين والدمار الذي يحصد الوطن عن سدة الحكم، فإن كانت العمالة التي يصورها لهم خيالهم المريض في مزيداً من الدمار والموت والمجاعة والتشريد فنحن نتشرف ونحن نقف في الجانب الآخر بأن نكون عملاء وخونة.
ولا يشرفنا بحال أن نكون بجانب هذا الاندفاع الجنوني لهؤلاء (العقلاء) لتحويل كل البلاد إلى قتلة ومأجورين ومشردين وسنظل ننادي من منطلق (عمالتنا) وخيانتنا لتراب الوطن لإيقاف هذه الحرب العبثية وإعادة الديمقراطية والحكم المدني وتأييد حملات نقابات المعلمين والصحفيين وكافة المنادين بإيقافها، أو كافة الذين يقبعون اليوم في خانة واحدة معنا كـ(خونة) وعملاء ونعلم أخيراً بأن الشعب السوداني العظيم هو الفيصل.
والثورة لن تتوقف..
والحساب والقصاص آت لامحالة..
والرحمة والخلود لشهداء هذه الثورة العظيمة..
الجريدة