مؤتمر وطني جديد بسلطان ذميم
مؤتمر وطني جديد بسلطان ذميم
علي أحمد
الناظر إلى القرار الذي أصدره – أمس الأول – رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول المكلف، إبراهيم محمود، والقاضي بتكليف الحاج آدم يوسف رئيسا للقطاع السياسي، وينوب عنه حاج ماجد سوار، لن يعجزه أن يكتشف بسرعة أن ثمة انقساماً حدث في هذا الحزب المترهل، لكن اللافت ايضاً في القائمة التي دفع بها رئيسه المكلف، وجود اسم “سعد بحر الدين” سلطان دار مساليت ضمن قائمة أعضاء الخبرة من المخضرمين في القطاع السياسي.
وقد ظلّ هذا الرجل الذي لعب دوراً سلبياً كبيراً في ما حدث لأهله المساليت بمدينة الجنينة باستجابته وتنفيذه لأوامر تنظيمه السياسي على حساب السلم الاجتماعي، ظل يخفي هويته السياسية وانتماءه لجماعة الإخوان الإرهابية وحزبها (المؤتمر الوطني) المخلوع، فيما كان يؤدي دوره في دفع أبناء قبيلته إلى مواجهات قبلية وعسكرية غير متكافئة عبر فتح مخازن السلاح التابعة للجيش لهم في مدينة الجنينة وتهيئتهم نفسياً ومعنوياً للإنخراط في مواجهات قبلية مع الجماعات العربية المتساكنة معهم، وكذلك مع قوات الدعم السريع في معركة عدمية، كان الهدف منها المتاجرة السياسية بدماء أبناء المساليت من أجل إعادة المؤتمر الوطني إلى السلطة مرة أخرى، فيما كان الأجدر بالسلطان – وأي سلطان هذا؛ الذي يضع أهله كتخت تصويب للبنادق والبارود؟!، كان الأجدر به أن يحميهم ولا يستجيب لانتماءه الحزب الضيّق ولا للمكاسب السياسية المحدودة، لكن سعد بحر الدين ضيق الأفق انتهازي، لا يمتلك خبرة كافية وإن وضع حزبه له ضمن قائمة الخُبراء، فربما لأنه خبير في إزكاء نار الفتن وصناعة النكبات.
كان كثيرون يتشككون في أن هذا السلطان (كوزاً) مكتملاً، لكنني كنت متيقن من ذلك، فالكوز بالنسبة لي مخلوق يسهل اكتشافه، ومن الصعوبة أن يخفي نفسه، فهذا السعد البحر الدين يا سادة لا يمكن أن يأتي به هذا الحزب الأيدلوجي العقدي في منصب قيادي وفي هذا الظرف بالذات إن لم يكن من المعتقين (والخبراء) كما سماهم.
حسناً فعل المؤتمر الوطني – ونادراً ما يفعل ذلك – أن كشف عن الرجل ووضعه موضع الفضيحة أمام المجتمع الدولي – الذي ظل يجوبه ليل نهار يتاجر بقضية الجنينة وهو متخفياً تحت مظله (سلطان دار مساليت)، لكنه لما فشل في مهمته هذه، قرر حزبه الإعلان عنه، ويبدو أنه (قِنع) من خيرٍ فيه.
الآن وبعد أن عرف العالم كله أن الرجل “كوز” ينتمي لمنظمة سياسية متطرفة ومسلحة؛ تمتلك كتائب ظل ومليشيات وسلاح وأموال منهوبة، فإنه لن يستمع له مرة أخرى، وسيطوي ملف الجنينة مرة وإلى الأبد، وبالتالي يكون هذا السلطان اللعين قد باع جماعته للشيطان ثلاث مرات، أولها عندما حثّها وشجها على حمل السلاح والانخراط في حرب لا تخصها، في حرب حزبه ضد الدعم السريع، وثانيها المتاجرة بقضيتها بعد تشريده معظمها إلى الجوار وتركها معزولة في معسكرات للاجئين فيما هو وعائلته يعيشون في كنف الكيزان وقيادة الجيش في نعيم ورخاء، وثالثها التخلي عنها بإعلانه وكشفه عن نفسه ككادر إخواني كان ولا يزال يعمل من أجل تحقيق مصالح حزبه وبرنامجه وخططه.
ولأنه ليس بعد (الكوزنة) ذنب، فإن على جماعة المساليت أن تتخذ خطوات قوية ضد هذا الرجل الشؤم وليس (السعد) وتطيحه عن قيادتها الأهلية طالما هو اختار ان يتسنم منصباً سياسياً في حزب منبوذ داخلياً وخارجياً مشارك في الحرب لا أحد سيستمع إليه. كما أن وجوده في قيادة المؤتمر الوطني يتناقض مع دوره في الإدارة الأهلية تناقضاً بيّناً فالجمع بين الإنتماء الحزبي الصارم والمُنظم وبين تولي قيادة القبيلة، أمر مُحرّم ولا يجوز، تماماً كالجمع بين الأختين.
يا أهل دار مساليت الكرام، اطيحوا بهذا السلطان فإنه نذير شؤم عليكم، وليس له نصيب من اسمه حتى لو كان اسمه (سعداً)، وأن لم تفعلوا فسوف يقودكم إلى محارق ومجازر جديدة من أجل حزبه الإرهابي المنبوذ، وقد قالت العرب قديماً: انجُ سعد، فقد هلك سعيد.