الفل مارشال أركو مناوي في متاهته الأخيرة
محمود الدقم
أعلن الفل مارشال اركو مناوي قبل بضعة أشهر عن انحيازه المطلق والتام والكامل للبرهان، أي أنه أصبح جندي من جنود البرهان ودفع الفل مارشال بأرتال من مقاتليه في محور أمدرمان أو المناقل أو محور الجيلي- بحري، وتكبدت قواته كالعادة يا سادة الخسائر تلو الخسائر في الارواح والعتاد في الوقت الذي كان يتسأل فيه الناس العاديين من أهالي دارفور لماذا يترك السيد مناوي قوات بسيطة تابعة له في دارفور ويدافع عن نظام الجلابة في الشمال النيلي هو والسيد فكي جبرين وثالثهم مصطفي طنبورهم؟ أليس حري بهم أن يرسلوا جنودهم اجمعين إلى الفاشر كي يدافعوا عن المدينة ضد ما يسمى بقوات عرب الصحراء؟ اليس اجدى للسيد مناوي وتمبور والفكي جبرين ان يرتكزوا في الفاشر وسط جنودهم يحثونهم على القتال بدلاً من الاختباء في فنادق فارهة بين القاهرة وألمانيا ومنتجعات بورتسودان؟ .
ثالثة الأثافي لحكمدار عام دارفور “بالنظر سابقا” هو احتجاجه هذه المرة على الخارجية الاميركية بانها كان ينبغي على السيد بلينكن وزير الخارجية الاميركية ان يرسل دعوة ايضا لمناوي!! بل والمضحك المسلّي حقاً أن السيد حاكم دارفور -بالنظر – سابقاً رهن نجاح هذه المفاوضات بين الجيش والدعم السريع بإشراكه ودعوته لجنيف كطرف في النقاش حيث جاء في موقع الراكوبة “رهن قائد حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، نجاح محادثات جنيف المقبلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بإشراكه والقوة المشتركة للحركات المسلحة في المفاوضات، قائلًا إن “تقديم الدعوة للجيش وحدة أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً، وهو يعني من الان أن اللقاء لن يفضي الى شيء”
بمعنى اخر، ان السيد الملك بلا مملكة يهدد الولايات المتحدة الأمريكية بانكم يا أمريكان ان لم تدعوني إلى جنيف وفنادق سويسرا وجنة سويسرا وذهب وفد الجيش والدعامة فقط وتم توقيع اتفاق تفاهمات أو اي كان نوع هذا الاتفاق فان تطبيقه على الارض لن نسمح به وربما نعرقله؟ هل هذا ما تقصده السيد مناوي؟؟.
يا اركو عليك ان تفهم ان الولايات المتحدة لا ولن ولم تدعوك انت أو طمبور أو الفكي جبرين، لسبب بسيط وبديهي يعلمه القاصي والداني وهو ببساطة انكم تعملون تحت امرة البرهان، يعني تحت إمرة الجيش، يعني انتم مجرد فصائل ميليشياوية تأتمرون وتنتهون بأوامر الجيش، فلماذا إذن تقدم الخارجية الأمريكية دعوة إلى الكفيل والمكفول معا في هكذا ملفات مصيرية؟ .
ثم ورجغتك عن دعوة الحكومة السودانية… والخ، عن اي حكومة تتحدث يا سيدي الكريم؟ لا توجد حكومة سودانية أصلاً، والدليل علي ذلك أن الدعوات لجدة والبحرين وجنيف والايقاد تأتي باسم قوات الدعم السريع واسم الجيش ، والبرهان لم تتم مناداته أو دعوته اقليمياً أو دولياً وعربياً قط بصفة رئيس السودان أو حاكم السودان، بل باسم قائد الجيش فقط، والدعم السريع لا يتم مناداتهم مليشيات الدعم السريع، بل بمسمّي قوات الدعم السريع وهذا يعني أن الدعم السريع أصبحت قوة معترف بها إقليمياً ودولياً لدرجة أن الامم المتحدة وقعت اتفاقات معها في جنيف مؤخراً بينما انت وحركاتك ما زلتم في قاع السلم السياسي والعسكري والأمني وحتى في قاع الاهتمام الدولي بخصوص ملف السودان.
أخير وليس أخراً، ماذا أنت فاعل يا السيد مناوي في حال وقّع الجيش البرهاني والدعم السريع اتفاق- أي كان هذه الاتفاقيات مع بعضهما البعض-؟ هل ستقاتل الدعم السريع في دارفور أم في نهر النيل أم ستقاتل الجيش الذي لم يشرككما في مفاوضات جنيف أم ستقاتل الجيش والدعم السريع معاً؟.