كفن لكل مواطن

كفن لكل مواطن

صفاء الفحل

حقق والي الخرطوم المخضرم أحمد عثمان و(مخضرم) هذه على اعتبار إنه جلس (بارزقية) وسيظل يجلس على كرسي الولاية طالما إنه ليس هناك حكومة تفكر في غير إنه يدعم (بل بس) وانتصار سيادته العظيم خدمة لشعب ولاية الخرطوم المغلوب على أمره والذي يموت الآلاف منه كل صباح إن لم يكن برصاص الدعم وتبادل القذائف بين الطرفين أو قنابل طائرات الجيش فبالجوع والمرض، حقق ما يطمح له القتلة بأن تسلم بكل فخر مما تسمى مغسلة التوحيد بمكة المكرمة، كمية من (الأكفان والحانوط) سلمها له أرزقي الموتى عابدين درمة في (احتفالية) بمقابر أحمد شرفي وسط التهليل والتكبير من مجموعة المجاهدين والأناشيد الجهادية.

الوالي الذي لم يعد بالوقوف مع إيقاف الحرب وإعادة الأمن والأمان لهم؛ بل وعد بتوسيع رقعة المقابر حتى تتسع لأكبر قدر من الضحايا المدنيين لكيلا يلجأ المواطنين لدفن موتاهم داخل المنازل أو الساحات العامة، أو يمنح المتبقي من مواطني الثورات والمهدية والجزء اليسير من مدينة أم درمان والذي لا يزال تحت سيطرة الكتائب الإسلامية والجيش لا أمل بمعالجة الارتفاع المريع في الأسعار أو السيطرة على التفلتات المستمرة وسرقة المنازل، بل نقل مشاعره الشخصية والرغبة في الاستمرار في هذه الحرب العبثية.

والتصريحات الهوجاء والغريبة التي صار يطلقها في الفترة الأخيرة كافة المسؤولين المرتبطين بحكومة (بورتكوز) الانقلابية تعتبر طبيعية بسبب عدم وجود برامج واضحة تخدم الوطن والمواطن من جانب والجزع المستمر لهم من نهاية هذه الحرب وما ينتظرهم من محاسبة ليصبح الأمر لهم عبارة عن قضية بقاء بكافة السبل ليعلنوا بلا خجل أن رحيلهم يرتبط برحيل جميع من هم تحت قبضتهم من المواطنين واضعين هؤلاء الغلابة الذين لا علاقة لهم بهذه الحرب كدروع لحماية وجودهم بالسلطة.

الخرطوم التي تصحو كل صباح على أصوات الفجيعة لا تحتاج لوالي يفكر في توسيع رقعة المقابر، بل تحتاج أكثر من غيرها (للسلام) والأمان وتحتاج لإدارة (عسكرية) تعمل على مد خيوط الهدوء والتوصل لاتفاق مع الطرف الآخر لإيقاف حالة النزيف المتواصل لسكانها وإسكات هذا القصف العشوائي المتبادل بين طرفي الحرب والذي يتضرر منه المواطن أكثر من مقاتلي الطرفين وليكون نواة لجهود السلام وإيقاف الحرب الجارية باعتبارها العاصمة التأريخية وأول من أطلق شرارة هذه الحرب المدمرة وهي من يملك خيوط ايقافها إذا ما تولى أمرها العقلاء وليس من يدعمون استمرارها.

والثورة لن تتوقف ..

القصاص أمر حتمي ..

الرحمة والخلود للشهداء ..

الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى