الكرامة لا يصونها من أهدروها
كمال الهِدَي
ألم أكتب في هذه الزاوية عشرات المرات أن صون الكرامة ليس بالضرورة أن يكون بالسلاح، وأن أول من أهانوك ومرغوا بكبريائك التراب يا مواطن هم هؤلاء الكيزان! ألم نقول ونكتب بإلحاح شديد أن جل من يتشدقون بعبارات تدغدغ العواطف من شاكلة الكرامة هم أصلاً أناس بلا كرامة! فكيف توقعتم من صحف وأعمدة اقتات كتابها دوماً من عرق ودماء الآخرين أن يصونوا لكم كرامة! وما قولكم في وزير مالية يطلب جمارك نظير اغاثات يقدمها لكم الآخرون!! عن نفسي لم أستغرب لتصرف الحكومة ممثلة في مثل هذا الكوز المجرم، فمن اليوم الذي سارع فيه إلى بورتسودان وأحاط نفسه بمجموعة من الأرزقية من شاكلة التوم هجو كنت أدرك أن الهدف هو الاغاثات التي ستأتي وتهريب الموارد -الذي يجري على قدم وساق- في الوقت الذي يبحث فيه المواطن عن رغيفة ناشفة يسد بها رمقه.. وما رأيكم في سفارات فرحت بهذه الحرب ووجد فيها (بعض) مسئوليها فرصة للثراء السريع فعجلوا بمضاعفة الرسوم ليضاعفوا بذلك معاناة الفارين من ويلات الحرب! أم تعتقدون أن كرامتكم ستُصان فقط بمجرد هياج زائف من ياسر العطا، أو إصدار صحيفة تحمل عنوان (الكرامة)، بينما نجد أن جُل كتابها لو كانوا يعرفون للكرامة طريقاً لما قبلوا أن يكونوا أدوات تستخدمها الأجهزة الأمنية، ولما تسولوا رؤساء أندية الكرة واقتاتوا من هباتهم.
أقولها مجدداً بدون (الوعي) لن تتوقف هذه الحرب العبثية التي تستهدفك أنت يا مواطن، وبها يمعن من أشعلوها في اذلالك، ولن ينصلح حالنا مطلقاً.
الكرامة لا يصونها من أهدروها يا قوم.