التمثيل الأعلى!!

التمثيل الأعلى!!

صباح محمد الحسن

طيف أول :

ولم تحصد هذه الحرب اللعينة سوى

نبضة مذعورة

وخيبة تلوذ وقلب مفزوع!!

ولكن ثمة أمنية تلوح بها غيمة

ينتظرها الناس لتمطر سلام.

والأزمة الإنسانية السودانية التي تهدد الآلاف من المواطنين بالموت جوعا، تخلق أكبر حالة من الهلع الدولي الذي جعل العالم يشعر بالذنب أنه شريك في هذه الحريمة التي تُنذر بانفلات الوضع الإنساني الذي يقف على حافة الكارثة.

الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تنتفض لتبدأ من نقطة الانتهاء التي توقفت فيها مفاوضات جدة التي اعلنت الوساطة وقتها في آخر جولة تفاوض انها تنتظر من طرفي الصراع فتح الممرات الإنسانية لدخول المساعدات.

ومع تفاقم الأوضاع التي بلغت من السوء مبلغا، بدأ الخوف يتسلل إلى البيت الابيض حيث تجلت للإدارة الأمريكية ثلاثة عوامل أساسية أولها الإهمال من جانب المجتمع الدولي الذي أقر بلسان أكثر من مسئول، أنه لم يعط الأزمة السودانية اهتماماً كبيراً بالرغم من أن الجرائم التي ترتكب تتطلب موقفاً أقوى، والعامل الثاني هو الإصرار من قبل طرفي الصراع على استمرار الحرب بالرغم مما انتجته من كوارث إنسانية غير مسبوقة.

والثالث هو عامل الرغبة المُلحة للبرهان في الحكم والتي جعلته لا يبالي للضغوط الامريكية ويصر على التلويح لبناء على علاقات جسور مع روسيا وإيران على أشلاء الموتى.

وبالرغم من أن روسيا لم تتحرك تجاهه بخطوة جادة لتمد يدها لتنتشله من بركة الضياع، ولكنه ظل (يهش) بهذه العصا التي لا قبضة له عليها، لكنها تمثل حلماً كاذباً يمنحه التشبث بالسلطة.

والوضع الإنساني الذي خلف ملايين من النازحين واللاجئين والذين تضيق بهم معسكرات اللجوء جعل امريكا تستشعر مسئولياتها تجاه الأزمة الإنسانية بالبلاد والتي ان لم تتقدم فيها بخطوات واضحة سيحاصرها الرأي الامريكي والمؤسسات ذات التأثير المباشر على البيت الابيض بألسنة الانتقاد، سيما أن الحزب الحاكم مقبل على انتخابات يحتاج فيها الي مزيد من النقاط للتقدم على نظيره الجمهوري

ولهذا قالت مجلة “فورين بوليسي” نقلاً عن 5 مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين إن إدارة بايدن تنوي إطلاق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان التزم فيها المبعوث الأمريكي توم بيريلو بإقناع الجيش والدعم السريع بإرسال مسؤولين رفيعي المستوى للمفاوضات لعقد مباحثات بين الجيش والدعم السريع في 14 من أغسطس المقبل، وأضاف على الأطراف المتحاربة اغتنام هذه الفرصة لإنهاء القتال

والمحادثات المزمعة بين الجيش والدعم السريع بترتيب أميركي تستضيفها سويسرا والمملكة العربية السعودية، ولأنها تعمل على وضع الحلول لمعالجة القضايا الإنسانية خطوة جوهرية تمهد الطريق لوقف إطلاق النار وطرح الحل السياسي لذلك ستتم بإشراف ورعاية دولتي الوساطة بمنبر جدة.

وذكرنا عندما اختتمت جنيف جلساتها مع وفدي الجيش والدعم السريع أن هذه ليس نهاية مفاوضات جنيف وأن الأمم المتحدة لطالما انها قالت إنها تجري مفاوضات غير مباشرة فهذا يؤكد استمرار التفاوض مع كل طرف وليس بالضرورة جمعهما على طاولة واحدة سيما أن رمطان العمامرة قال في ختام جلساته (ننتظر ما التزمت لنا به الأطراف) ويبدو أن الالتزام كان أن يدفع كل طرف بتمثيل أعلى، وأكثر ما يجعل هذه المباحثات ذات أهمية كبرى هو هذا (التمثيل الأعلى) إن كان من جانب الرعاية والإشراف الذي يتمثل في وزير الخارجية أنتوني بلينكن وسفيرة واشنطن في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد.

والتمثل الأعلى الذي تطلبه الولايات المتحدة الامريكية لطرفي الحرب وهذا يعني أنه ومن المتوقع أن تغتنم الأطراف الفرصة وتعمل بنصيحة بيرييلو فمن يطالبك باغتنام الفرص قد يحذرك تحذيراً مباشراً من قادم لا يصب في مصلحتك!!

طيف أخير :

#لا_للحرب

مظاهر للاستنفار برعاية كيزانية بارتريا تتسبب في طرد القائم بالأعمال السوداني من هناك.. ارتريا تشعر بالحرج الذي ربما يضعها تحت قائمة الدول الراعية للحرب في السودان إن لم نقل الإرهاب.

الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى