تصاعد الخلافات في الشرق ومخاوف من انفجار الأوضاع

تفجرت خلافات حادة بين اثنين من قيادات شرق السودان وصلت حد التهديد بالسلاح، في وقت حذر فيه سياسيون من انفجار الأوضاع الأمنية بالإقليم الذي وصفوه بـ “برميل البارود القابل للانفجار في أي وقت”.

وكان كل من رئيس المجلس الأعلى لمؤتمر البجا الناظر محمد الأمين ترك، وقائد قوات تحالف أحزاب وحركات شرق السودان، الجنرال شيبة ضرار، قد تبادلا التهديدات المسلحة جراء خلافات غير واضحة الأسباب.

وقام كل منهما بحشد أنصاره المدججين بالسلاح وإرسال التهديدات للآخر عبر مقاطع فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووصف القيادي بشرق السودان ووالي كسلا الأسبق، صالح عمار، الخلافات بين “ترك وضرار” بأنها عمل ممنهج من قبل منسوبي النظام السابق ومؤيدي الجيش السوداني لبث الفرقة بين أهل شرق السودان حتى لا يتوحدوا خلف مطالبهم في السلطة.

وقال صالح لـ “إرم نيوز” إن شرق السودان شهد خلال الفترة الماضية مصالحات اجتماعية واسعة أثمرت عن وحدة أهل الإقليم خلف مطالبهم بمواقع في السلطة تتساوى مع حجمه وعدد سكانه.

وأضاف أن “سقف المطالب وصل إلى منصب رئيس الوزراء الأمر الذي ولّد انزعاجًا وسط النخب التابعة لحزب المؤتمر الوطني ومؤيدي الجيش السوداني في بورتسودان، لذلك قاموا بعمل ممنهج لبث الخلافات والفرقة بين أهل الشرق”.

ودعا صالح عمار أهل شرق السودان إلى الوحدة والاستمرار في المصالحات والابتعاد عن التجييش المسلح، للحفاظ على الإقليم كمنطقة آمنة وملاذ لكل السودانيين الفارين من الحرب، وأن يظل ممرًا للمساعدات الإنسانية.

من جهته قال حـزب المـؤتمر السـوداني، في بيان إن “شرق السودان يشهد تصاعدًا مقلقًا للغاية في مؤشرات التوتر بين مكوناته المختلفة جراء إفرازات حرب 15 أبريل، وتعاطي الجيش السوداني وحكومة بورتسودان مع مكوناته ورقعته الجغرافية التي تقع تحت سيطرتها”.

وأضاف أن السلطات التابعة للجيش السوداني تبث خطابات الكراهية والقبلية وتنشر دعاوى التسليح خارج إطار القانون، مؤكدًا أن الجيش السوداني وبعض الإدارات الأهلية تسهم بشكل مباشر في تعقيد الأوضاع بشرق السودان، مما ينذر بمخاطر كبيرة حال انزلاق الأوضاع إلى صدام مسلح.

وأشار إلى أن شرق السودان أصبح أشبه ببرميل بارود قابل للانفجار في أي وقت، الأمر الذي يشكل نكسة حقيقية عن مفاهيم الدولة الحديثة التي تحتكر آلة القوة وإنفاذ القانون.

ودعا حزب المؤتمر السوداني قيادات الإدارات الأهلية إلى تغليب صوت الحكمة والعقل وضبط النفس، وعدم الانسياق إلى المنحى شديد الخطورة على الإقليم وإنسانه وعلى مجمل الأوضاع في البلاد.

ودعا حكومة بورتسودان إلى الكف عن التلاعب بتناقضات الشرق والتحلي بالمسؤولية المطلوبة، وأضاف أن “ذلك نهج نظام المؤتمر الوطني البائد الذي يسير فيه الجيش وقع الحافر بالحافر، ما يؤكد سيطرة الحزب الإرهابي المحلول على سدة القرار فيه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى