حالة إدراك!!
صباح محمد الحسن
طيف أول :
ويقرأ كل من يفك صمت السؤال
لغزك المخبوء في ظلام عزلتك
إياك أن يخدعك أحد في وطنيتك.
وبالرغم من الأسباب الرئيسة المتمثلة في تزايد الخلافات بين المقاومة الشعبية بولاية نهر النيل ووالي الولاية د. محمد البدوي عبد الماجد، على خلفية إصداره قراراً بتشكيل هياكل جديدة للمقاومة الشعبية التي كان يترأسها الفريق شرطة محجوب حسن سعد، إلا أن هذه هي ليست الأسباب الرئيسة التي تهدد هذا الجسم بالزوال.
فقرارات الوالي ليست لهيكلة المقاومة الشعبية، ولكنها تحركات لرغبة المؤسسة العسكرية في سحب قرار المقاومة من يد الإسلاميين وتقنين الاستنفار على ان يتم الدخول اليه عبر البوابة العسكرية بإشراف الوالي وليست نافذة التنظيم، ويعود ذلك إلى تباعد المسافات بين الجيش والحركة الاسلامية القابضة على عمليات الاستنفار، وقبله رغبة الجيش في الحد من هذه الظاهرة.
وأي كانت الأسباب التي دفعت الفريق شرطة محجوب حسن سعد للاستقالة من منصبه رئيساً للمقاومة الشعبية بولاية نهر النيل في هذا التوقيت، فالمستنفرون هناك يعيشون حالة ادراك تلفظهم على شواطئ اليابسة، بعد أن إبتلعهم حوت الخدعة الذي جعلهم يغرقون في لج ظلمات فوق ظلمات، ففي ظنهم كانوا انهم يخوضون حرباً ضد قوات تمردت على الجيش السوداني يجب حسمها ودحرها حتى ساعة النصر، لا يقبلون خيار التفاوض مع الدعم السريع لتخرج لهم سناء حمد دون سابق شرح، وتحدثهم بأن لا مانع في التفاوض مع حميدتي، ولأن سناء افتت في أمر ما كان يعنيها لو لم تكن الحركة الاسلامية صاحبة قرار الحرب، فالمستنفرون هناك ادركوا الحقيقة الصادمة أن الجيش نفسه ليس له علاقة بالمؤسسة العسكرية !! التي يموتون من أجلها فقرار الحرب الذي لم يملكه البرهان شابهه قرار التفاوض الذي أكد أنه ليس بيده أيضاً، فمثلما كانت الطلقة الأولى لهيئة العمليات كانت الطلقة الأولى لمخاض رغبة التفاوض لسناء حمد.
اذن انهيار معبد الإيمان بالاستنفار هُدّته امرأة فضربت أقوى أواصر الصلات بين المستنفرين والجيش، فكان قرار البعد الذي ماتت قبله الرغبة هو سيد موقف التراجع إلى الوراء الذي كان نتيجة إدراك خلّفَ عزوفاً وسط الشباب عن عمليات الاستنفار، لا سيما في نهر النيل تحديداً باعتبارها مهبط الفكرة، والأرض التي أول من انجبت مستنفر وخلفت بعده مستنفرة.
لكن السحب التي كانت تغطي شمس الحقيقة تكشفت للمواطن هناك الذي كان رهيناً مقيداً لانتمائه المناطقي الذي شكل مزاجه وسيطر على أم افكاره وعقليته الذكورية التي ترفض تقدم امرأة للصفوف، أليس هو المجتمع الذي حشد مسيرات كبرى ضد والي نهر النيل الدكتورة آمنة مكي ليس لأي سبب يطعن في شرعيتها أو كفاءتها لكنه قال إنه لا يسمح أن تحكمه امرأة !!
إذن ان كان هذا ما مضى فكيف له أن تقرر في حربه ضد الدعم السريع أو سلامه معه امرأة كسناء حمد!! لتقرر في مصير الجيش وتتحدث باسم قواته المسلحة، فهو يخشى أن يكمش وجهه الحياء أن نده ساخر من الحرب أو نعته، بأن كيف له أن يزهق روحه ويسيل دمه… ولأجل من (جيش سناء) !!
لذلك فإن تصريحاتها كان لها وقعاً سيئاً ومحبطاً على نفوس المستنفرين الذين عاد منهم العشرات إلى ديارهم في الوقت الذي قررت فيه كل الأجهزة النظامية استعدادها لحماية المدينة تحسباً لأي طارئ
وهنا يبقى السؤال هل ما يحدث هناك استقالة مستنفر ام استقالة محجوب حسن سعد!!
نقلاً عن الجريدة