مخرجات أم مُحرِجات !!
مخرجات أم مُحرِجات !!
صباح محمد الحسن
طيف أول :
أحلام صاعدة تخالطها الريح والحقيقة وحدها التي تمارس الاستمرار والبقاء !!
ويفقد الإتحاد الإفريقي ثقة القوى المدنية الداعمة لوقف الحرب والساعية لإعادة التحول الديمقراطي وذلك بتأرجح مواقفه في عملية ترتيب المشهد السياسي بعد الحرب.
فالاتحاد هو واحد من اللاعبين الاساسيين، انضم إلى مجموعة المسهلين على منصة الحل السياسي بمنبر جدة مع منظمة الايغاد وهو الذي يرى أن جدة هو المنبر الوحيد الفاعل من أجل الوصول إلى وقف الحرب في البلاد.
وذلك لأسباب واضحة، تتبلور في طرحه الذي يتبنى العمل على وقف الحرب، واستعادة الحكم الديمقراطي وإبعاد حزب المؤتمر الوطني من المشهد السياسي.
ولكن خالف الإتحاد الراعي لمؤتمر اديس أبابا رؤية وتوجه منبر جدة باعتباره فاعل أساسي فيه عندما حاول أن يرضي الفلول الغاضبة التي انتقدت ما خرجت به اللجنة من حظر للحزب المحلول في بيان شديد اللهجة لذلك؛ أعلن في بيان توصياته الأخيرة أمس بالسماح للإسلاميين بالعودة من جديد عدا الذين ارتكبوا جرائم وكأنه يقول لهم (لا تزعلوا).
كما اغفل المؤتمرون برعاية الإتحاد كل الذين تم قتلهم وقصفهم من الأبرياء بطيران الجيش واكتفى فقط بإدانة الدعم السريع فكان من المؤتمر أن يسلط الضوء على كل ما ارتكبته قوات الدعم السريع من جرائم لأنها حقيقة، ولكن ان لا يذكروا جريمة واحدة للجيش فهذا يعني أن المؤتمر يساند أحد طرفي الصراع للحد الذي يجعله يصمت على جرائمه ضد الشعب السوداني.
وطالب المؤتمر أن يكون الحوار سوداني السوداني شاملاً لا يستثني أحداً إلا من صدرت ضده تهم أو أحكام متعلقة بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين وفقاً للقانون أو الوثيقة الدستورية وهذه الفقرة تحديداً كتبت بحبر كيزاني (أصلي) لأنها تستثنى ايضاً الفساد الفكري فهناك اسلامي يرى أن ما فعله إخوانه هو (عين العقل) وسمح بالفساد والجريمة ودافع عنها وصمت وصفق لها، ولم يطالب بفصل السارق الفاسد المجرم، ولم يحاسبه ومع ذلك يريد الاتحاد أن يعيده لإنتاج المزيد من الفاسدين والمجرمين مستقبلا فهذه تعد مُحرجات للاتحاد الأفريقي وليست مخرجات !!
وما يجعلك تقطع الشك باليقين أن الاتحاد أقام فعاليته لخاطر عيون الحكومة الكيزانية أنه دعا إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال مؤقتة.
ومن هنا تسهل قراءة جميع الرغبات التائهة لدى حكومة بورتسودان التي تبحث لها عن سند
ولكن وكما ذكرنا بالأمس أن الصفقة خاسرة (بايرة)
فماذا بعدها!! هل يبحث الاتحاد الافريقي إلى ماء لغسل وجهه من جديد بعد أن كشف هذا المؤتمر نواياه أم أنه سيعلن عن مؤتمر آخر يعيد به مكانته المفقودة عند القوى السياسية السودانية الفاعلة!!
والتي يجب عليها ألا تقبل مستقبلاً مؤتمرات اخرى لضياع الوقت وأن تدعم منبر جدة (أبو المبادرات) فالوقت لا يسمح بهدره.
والعمل من أجل وقف الحرب لابد ان يكون لوقفها للأبد وذلك لا يتم إلا بمعالجة أس المشكلة وابعاد ومحاسبة ومعاقبة المتسببين فيها لضمان سلام دائم ومستقبلي.
طيف أخير :
#لا_للحرب
خلافات اسلامية عسكرية ستكون هي السبب القريب لتغيير المشهد نهائياً فالذي أشعل فتيل الحرب ربما يكون أول من يوقد شمعة السلام ولكل شي ثمن!!
نقلاً عن الجريدة