عن اللواء 92.. أو: (الصبيان الجروا….)
عن اللواء 92.. أو: (الصبيان الجروا….)
علي يس
برغم مأسوية الواقع العسكري السوداني، إلا إن ما يشخصه واقع وسلوك قيادات الجيش السوداني، هو توليفة غريبة بين المسرح الكوميدي وبين مسرح العبث!! واقع يجعلك تضحك بجنون وأنت تحدق في بؤرة المأساة..
هل رأيت و سمعت (خطبة) قائد اللواء 92 مشاة “الفولة” الذي أفتتح خطبته بحمد الله الذي “وفقه” ومن تبقى من ضباطه و جنوده، في الفرار من بأس صبيان الدعم السريع والفوز بالنجاة ونعمة الأمان في كنف دولة جنوب السودان “الشقيقة”؟؟.. هل سمعت الرجل، حين نسي فجأة أنه قائد عسكري هارب بجنوده من الحرب، وانتحل شخصية “دبلوماسي” مبعوث في مهمة رسمية، وراح يجتر أحلاماً رومانسية قديمة، معتبراً هروبه إلى دولة الجنوب توفيقاً من الله، وبشرى بوحدة شطري دولة السودان مرة أخرى!!!..
صحيح أن إخواننا الجنوبيين كانوا نبلاء مع (شبه الرجل) حين لم يذكروه بجرائم (إخوانه في الله) في الجنوب.. لم يقولوا له إنك أحد الذين جعلوا الانفصال خياراً جاذباً لشعب جنوب السودان الذي تتباكى عليه الآن بمذلة تليق بك، مذلة جبان يخشى أن يطرده مضيفوه إلى حيث أتى، إلى نار حرب أشعلها ثم جبن عن خوضها!!!..
لو أنني كنت واحداً من جنود الرجل الذين وقفوا مطأطئ الرؤوس مستمعين إلى خطبة قائدهم في التغزل بدولة الجنوب التي أصبحت ملاذاً لهم من فتكات جنود الدعم السريع (المتوحشين).. لو كنت واحداً منهم لأسرعت والله بإغلاق فم القائد بالبوت (و مع أنهم دخلوا دولة الجنوب منتعلين “سفنجات”، إلا إن السفنجة كانت تكفي لإغلاق فم القائد المرتجف المداهن)، درءا للفضيحة، فإن فضيحة الفرار وحدها، والاحتماء بدولة جارة تكفي، فما الداعي لاردافها بفضيحة “الفخر” بالهروب واعتبار النجاة توفيقاً من الله!!!.. ألا يفرق هؤلاء الكيزان الحمقى يبن (التوفيق الرباني) وبين الخزي والعار والفضائح ؟!!!..
كنت أظن ما حكاه لي أحد الأصدقاء عن ضابط عظيم بالجيش السوداني ممن فروا مع بداية الحرب إلى مصر، كنت أظن ما حكاه صديقي مجرد تنكيت وسخرية، و لكنني الآن أصدق الرواية بحذافيرها..
قال الرجل إنه سأل الضابط العظيم عن سبب وجوده في مصر، فكان رد الضابط:
– إنت ما متابع الأخبار ولا شنو ؟ السودان ما فيهو حرب!!!!…
وكان أول يوم للحرب الكيزانية العبثية قد شهد فرار أكثر من ثمانمائة ضابط من ضباط القوات المسلحة – معظمهم من الكيزان – إلى مصر، بينهم ذلك الضابط المسخرة الذي اعتادت عدد من الفضائيات استضافته بلقب “خبير عسكري استراتيجي” لا لشيء إلا للسخرية من تلعثمه فأفأته و“كلام الطير في الباقير” الذي يجعل مذيعي تلك الفضائيات يغرقون في الضحك!!…
هل يستطيع سوداني سمع خطبة قائد اللواء ٩٢ أن يفخر بجيش هؤلاء قادته؟؟!! هل يستطيع سوداني معافى في عقله، بريئاً من الداء النفسي المسمى (متلازمة البلبسة) أن يرفع رأسه بين أجانب سمعوا خطبة (سعادة اللواء) ؟؟. خصوصاً وأن هذا “القائد” نفسه كان قد ألقى، قبل هروبه بأيام، خطبة عصماء أمام جماهير ولايته، أقسم خلالها أنه وجنوده لا يهابون الموت، أن خنادقهم ستكون قبورهم!!!..
لو أنني تمكنت من إيجاد طريقة لإعدام هذا الفيديو الذي أصبح مادة دسمة للسخرية و(التريقة) علينا كسودانيين، لو استطعت مسحه من جميع منصات التواصل الاجتماعي، مقابل كل ما أملكه من مال، لفعلت، فإن حماقات البرهان وأركان حربه تكفي.. لا يستحق السودانيون أن تمرمط سمعتهم بفعل قادة حمقى عاجزين!!!