العطا والتوقيت الخطأ

أما حكاية!

العطا والتوقيت الخطأ

إيهاب مادبو

كلما كانت هناك بارقة أمل للسودانيين حول إيقاف الحرب وإنهاء معاناتهم بسبب الحرب، جاءت تصريحات ياسر العطا مثبطة ومحبطة للآمال حول صيرورة الحرب وانعكاساتها الكارثية على حياة الملايين من السودان الذين يرزحون تحت خطوط المعاناة والمأساة.

تفاعلت جموع السودانيين بمباحثات جنيف حول باعتبارها فرصة تشجع الطرفين على ضرورة الوصول الى وقف إطلاق النار وهدنة طويلة الأمد للأغراض الإنسانية بما يضمن ذلك انسياب المساعدات الإنسانية للمتضررين وحماية المدنيين بمناطق النزاع.

وفي الوقت الحالي، تثير تصريحات ياسر العطا، عضو مجلس السيادة الانتقالي، جدلاً واسعاً وتثير المخاوف من تفاقم الوضع السياسي والأمني في البلاد. يركز الجدل حول استراتيجياته الإعلامية وطموحاته الشخصية والسياسية، مما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها السودان في سعيه نحو الاستقرار والتقدم.

وتعكس تصريحات العطا، تحولاً في الخطاب السياسي والدبلوماسي السوداني، حيث يتناول قضايا تقسيم البلاد وتصعيد الفوضى، مما يثير مخاوف من تقويض الوحدة الوطنية وزعزعة الاستقرار. يأتي هذا في ظل تحديات كبيرة تواجه السودان، بينها الحاجة إلى تحقيق التوافق والتضامن الوطني لإيقاف الحرب وللتغلب على الأزمات المستمرة.

حيث تعتمد استراتيجيات ياسر العطا، على زعزعة الاستقرار وإثارة الفتنة داخل البلاد، من خلال تقديم تصريحات تهدف إلى تفاقم الانقسامات وزعزعة الوحدة الوطنية. هذا ينعكس سلباً على الوضع السياسي والاجتماعي، مما يجعل التعاون والتوافق بين الأطراف المعنية أمراً حيوياً لتجنب التدهور الأمني والسياسي.

وتصريحات العطا تدلل على وجود خلافات داخل القيادة العليا للجيش، ما قد ينذر بتداعيات على وحدة القرار العسكري، وهذه الخلافات تدور حول أمرين أحدهما متعلق بالعمليات العسكرية والآخر متصل بالمسار السلمي لمناقشة اجندة الحرب حول طاولة المفاوضات

وتأتى تصريحات العطا متسقة تماما مع مخاوف الإسلاميين من إنهاء ازمة الحرب التي أشعلوا حريقها بالسودان وهو الموقف الرسمي لجماعة الاسلام السياسي من سياقات الحرب وخطابها مما ساهم في ذلك في تمكنهم من السيطرة على الجيش واختطاف القرار السياسي والعسكري.

ويرفض الاسلاميين مبدئيا استئناف عملية التفاوض بتهديد قيادات الجيش التي اصبحت تتخوف من تحولات الحرب العبثية وتداخلاتها بعد سيطرة الاسلامين على المؤسسة العسكرية واستخدامها في حربهم السياسية التي جاءت في الأساس انتقاما من ثورة ديسمبر كهدف إستراتيجي يقطع الطريق على تطلعات السودانيين في التحرر والانعتاق.

والسؤال الموضوعي هل تأثر تأثيرات ياسر العطا على سير مباحثات جنيف والتي ربما تفضي إلى هدنة طويلة الامد وتعمل في ذات الوقت لتهيئة مناخات الحوار المباشر بما يفضي إلى استئناف منبر جدة؟

والإجابة على السؤال قطعياً بالنفي وهذا مستوحى من جدية المجتمع الدولي هذه المرة على مناقشة قضية الحرب في السودان بصورة أكثر فاعلية مما سبق وتؤكده كذلك مداولات أعضاء مجلس الامن الذين أشادوا بمباحثات جنيف بين الطرفين حول المسالة الإنسانية.

ومن الواضح وتأكيداً لفرضية الإجابة قد تحدث انقساماً حول الموقف من الحرب بين الإسلامين والجيش بما يفضي إلى (طلاق) بائن بينونة كبري وهذا الأمر سوف تكون فاتورته مثقلة بالجراحات إلا أنها قد تكون روشتة لتعافي الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى