(البلّاعة) ولا مؤاخذة ‼
(البلّاعة) ولا مؤاخذة ‼
علي أحمد
وكأن وليًا من أولياء الله الصالحين قد دعا عليه بالهزيمة والفضيحة والعار، أصبح قائد الجيش “عبد الفتاح البرهان” يتصرف كالذي يتخبطه الشيطان من المس، ويسير من هزيمة إلى هزيمة، ومن عار إلى عار، ومن فضيحة إلى أخرى!
وأصبح بعد أن رفع الله عنه ستره الإلهي، مفضوحاً فاقداً للتوقير والاحترام، وهُزوًا حتى وسط أراذل قومه من اللصوص، يطلقون عليه أحط النعوت والأوصاف، درجه تشبيهه بالــ(بلّاعة) إمعاناً وتدقيقاً في وصف درجة ولوغه في الفساد حد التعفُّن، وتحقيراً واستتفاهاً له أيضاً، وصارت فضيحته تتناقلها ركبان وسائل التواصل الاجتماعي بين كل “تغريدة” و”بوست”، وأصبح وصفه بالــ(بلّاعة) على صفحات “فيسبوك” -السودانية – هو الأكثر تداولاً، وطغى حتى على خبر محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق ” دونالد ترامب”!.
ولم يُجانب الصواب المتحدثان في التسريب الصوتي عندما وصفاه بالــ(بلّاعة) – ياله من وصف دقيق شامل كامل مُحكم – وإن صدر عن أكبر فاسدين ومُفسدين في تاريخ الدولة السودانية، وأولهما كبير الفسدة المدعو “محمد عثمان” وهو طرف في كل التسريبات الأخيرة، وثانيهما الكوز “عبد الرحمن محمد عبد الرحمن”، أحد القيادات الشبابية المقربة من المخلوع عمر البشير، وهو أيضاً مقرب من البرهان، وقد وظفه مسؤولاً على سكرتاريته أمانة مجلس السيادة، بجانب الفريق لص/ محمد الغالي، وهذا من أحقرهم!
وبقدر ما كان التسجيل المُسرّب طريفاً لما فيه من أوصاف بذيئة وفكهة، بقدر ما كان محزناً ومؤلماً، إذ يكشف الحالة المزرية التي وصلت لها بلادنا وحال من يديرونها؟ كما يكشف طريقة اختيار البرهان لطاقمه؟، إن جاز أن نُطلق على هذا طاقماً، والصواب أن نطلق عليهم (حاشية أو بطانة)، وقد كشف التسريب أيضاً إن الرجل (البلاعة) بلع وبلغ من الفساد وسبله خلال (3) أعوام ما بلغه عُتاة الفسدة من الكيزان خلال ثلاثة عقود من حكمهم، وهذا ما يُفسّر لنا، ولكل الناس، اصراره على الاستمرار في الحرب رغم الهزائم المُخجلة والمتتالية وحالة الخوار والضعف التي أصابت الجيش في عهده، حتى وصل درجة هروب بعض الفرق العسكرية إلى دول الجوار (تشاد، جنوب السودان) وتسليمها بكامل عدتها وعتادها، وهذا مؤشر انهيار لا يُخفى على أحد!
ورغم هذا الانهيار الكبير لا يريد الرجل (البلاعة) انقاذ ما يمكن انقاذه بالجلوس إلى المفاوضات والخروج بتسوية تحافظ على ما تبقى من جيش ووطن، وقد عرف الآن السبب، لأن أي وقف للحرب يعني إنهاء حالة (اللا دولة) التي يترأسها، وهي حالة مثالية للنهب وللسرقة والفساد وعدم المحاسبة، وهذا وضع مريح لأي لص منزوع الضمير عديم الوطنية، كما أنها بيئة مثالية لتكاثر الجرذان القذرة التي تتغذى على مخلفات (البلاعة) النتنة: ميرغني ادريس، جبريل، بشارة سليمان، مناوي، أبو نمو، أردول، عسكوري، التوم هجو …الخ، وهؤلاء على سبيل المثال فقط لا الحصر، إنما هم الجرذان القذرة والكائنات الطفيلية التي تتغذى على محتويات (البلاعة)، وهم من لا يريدون ايقاف الحرب، لأن ذلك يجفف البلاعة ويتركهم يواجهون مصيرهم، إذ لا مستقبل لهم في بيئة سياسية واجتماعية نظيفة!
ما كشف عنه التسجيل المسرب هو محض جزء من قمة جبل الجليد فيما يتعلق بفساد البرهان وبطانته وحاشيته، وهؤلاء جميعاً لن يسمحوا بوقف الحرب لأن ذلك يعني ببساطة نهايتهم إلى الأبد، وعليه سيظل كبير الفاسدين (البلاعة)، متمسكاً بموقفه الرافض لوقف الحرب ليس لأنه يظن أن هناك انتصاراً قادماً، وليس لأنه حقق انتصارات في الواقع، فقد اعترف انها انتصارات غير مرئية، (وقد رأيناها الآن في التسجيل)، لكن لأن الوضع الراهن – وليمت الشعب من الحرب والجوع والفقر والمرض والتشرد – هو وضع مثالي للفساد والسرقة والنهب.
والبلاعة لا تمتليء والجرذان لا تشبع!