(مالك عقار).. “نجفة” لا تضيئ!
(مالك عقار).. “نجفة” لا تضيئ!
علي أحمد
جُنّ جنون الانقلابي والمُتمرد السابق الذي لولا لطف الله لكان اليوم في عداد الميتين إعداماً، من قبل حلفائه الحاليين (الكيزان) عندما هاجموه في معقله الدمازين عقب انفصال الجنوب، فهرب في آخر لحظة بملابسه الداخلية في مشهد تقشعر له الأبدان وترتجف الأوصال، كتلة من لحم وشحم السُحت؛ تتحرك مرعوبة بسرعة لا تتناسب مع حجمه ولا سنه ولا منصبه، وكانت الشجاعة تقتضي أن يقاوم ويقاتل لكنه فضّل (التعريد) ولا يزال (مُعرداً) هو وقواته.
بالرغم مما فعله به الكيزان شخصياً، وما فعلوه بأهله في النيل الأزرق وبعموم السودانيين، وما تفعله كتائبهم ومليشياتهم الإرهابية في الحرب الراهنة من جز للرؤوس وبقر للبطون وتمثيل للجثث، لكنه لم ير إلا ما يطلق عليها انتهاكات الدعم السريع وعنفها ويطالب مرة بتصنيفها منظمة إرهابية ومرة بمسحها من على وجه الأرض، وكأن الرجل أكمل مع مُخدّمه البرهان انجاز جميع متطلبات حقوق الإنسان وفاض احترامهم لها لذلك يريدان أن يوزعانه على بقية أهل الأرض ويغمرانهم بعطفهم وحنانهم!
لكني أجد نفسي متعاطفاً مع عقار؛ دون بقية البلابسة لأن الرجل يبدو مصدقاً بأنه الرجل الثاني في دولة غير موجودة في الأصل ولا يوجد بها أول ولا آخر، ربما هذا التصديق هو ما يجعله متحمساً بشدّه لإبداء الإخلاص والتفاني في خدمة الرجل الذي يعتقد إنه (الأول).
أشعر بالأسى والحزن والرثاء لما وصل إليه الرجل الثمانيني وهو يتزلف (الكيزان) بهذا الشكل المُذّل، ويهين نفسه ويُمرّغ أنفه بالتراب في خدمة مشروع الإخوان الإرهابي منتهي الصلاحية، ولربما هذا مصدر تعاطفي معه.
لا يوجد مثل جيش الكيزان في انتهاك حقوق الإنسان وارهاب السودانيين وترويعهم ونهب ثرواتهم وحرق بلداتهم وقراهم ودكها بطيرانهم الأعمى، لكن الرجل (الثاني) في غمرة فرحته الزائفة بمنصبه الوهمي هذا، نسى كل ذلك، وأسقطت ذاكرته المُشتراة جميع الجرائم والانتهاكات التي اقترفتها مليشيات الكيزان في الحرب الراهنة، دعك عن الحروب السابقة، وجاء ليحدثنا عن انتهاكات الدعم السريع.
شكراً أيها (النائب) لأن صوتك يزعجنا.
مالك الحزين هذا، صار أرجوزاً يضحك ربات الخدور البواكيا، ربما يريد أن ينافس صديقه الثقيل الآخر (مني أركو مناوي) في محاولاته المستميتة لإضحاك الشعب السوداني البائس والمشرد جراء الحرب التي شاركا في إشعالها ولا يزالان.
ليست لدى معرفة شخصية بعقار، وإلا لنصحته أن يكف عن تمثيل دور الفكاهي في مسرح العبث السياسي هذا، فقط لأنه ثقيل دم، لذلك كلما حاول تخفيف دمه أصبح محل سخرية العوام والهوام والبشر والحشر والشجر، ومحل تندرهم و(ونساتهم)، ولأن مثل هذا الوضع لا يليق برجل طاعن في السن، قليل الإنجازات ضعيف القدرات، لذا عليه أن يتوقف فوراً ليحافظ على احترام الناس له، وإن كان فقده منذ انضمامه إلى الإرهابيين الكيزان من أجل منصب تافه.
كل ما سبق ذكره من تصريحات لمالك عقار، جاءت خلال مخاطبته لورشة تدريبية حول القواعد والمبادئ التوجيهية لحقوق الإنسان تم تنظيمها من قبل حكومة بورتكيزان، أمس.
وبغض النظر عن الورشة، لكن اختيار الرجل (الثاني) كما يحلو له تسمية نفسه، لمخاطبة هذا النوع من الورش المصنوعة، يكشف عن قيمته الحقيقية وعن متطلبات منصبه الذي يفاخر به، بمعنى أنه نائب للبرهان فيما يتعلق بأعمال افتتاح ورش حقوق الإنسان بالمعايير البرهانية، و(الفرفشة) على الشعب السوداني.
إنها اعمالاً تليق بنجفة.