“حميدتي”.. غلطاتك عندنا مغفورة.!!
“حميدتي”.. غلطاتك عندنا مغفورة.!!
فايز الشيخ السليك
كلما داعبت أذناي أغنية (الصورة) للمبدع العظيم محمد وردي، يدق القلب بسبب رقة الكلمات، ورهافة الحس، سمو الروح..
ما نحن طبعنا ناس طيبين..
غلطاتك عندنا مغفورة.
أي ولهٍ!، أي سموٍ هذا الذي يتدفق من كلمات الحب ذاك؟.
وسناء حمد، القيادية الإسلامية تعبر عن حالة ولهٍ خاصة، لكنه وله من نوعٍ آخر.
وله الحركة الاسلامية وشغفها بالسلطة والجاه.
كان يمكن النظر إلى هذه الحالة بإيجابية لو جاءت في سياق دعوة لمصالحة شاملة، تحقيق عدالة انتقالية ثمناً لوقف الحرب.
لكن سناء، لم تخف دوافع الغفران للدعم السريع.
لم تكن الرغبة في وقف نزيف الدم، بل من أجل العودة إلى السلطة.
فهدف الحرب أصلاً كان ولا يزال؛ هو إعادة هندسة المشهد السياسي بالدماء، وترسيم حدود الوطن بالجماجم وأشلاء مئات آلاف السودانيين والسودانيات.
حشدوا لذلك جحافل الحمقى، انصاف المغنيات، اشباه الصحافيات ولا صحافيات، حمالات الحطب حتى يشعلون الحريق!.
هيأوا المناخ للقتال بتلويثه بخطاب الكراهية، توزيع صكوك الوطنية لمن يشاءون، واصدار بطاقات الخيانة لكل من يقف ضد المخطط، وكان العشم أن تنتهي الحرب خلال ساعة/ ساعتين، اسبوع/ اسبوعين، شهر أو شهرين.
أيها الواقفون في صفوف البلابسة هل سألتم انفسكم ذات صحوة من الغيبوبة لماذا يصفون دعاة السلام بالعمالة؟ هل شغلتم امخاخكم ذات يقظة كيف يكون دعاة السلم خونة؟.
وهل فكرتم ان أحاديثهم عن ادانات انتهاكات الدعم السريع كانت فقط من أجل التعبئة لا موقفاً حقوقياً اصيلاً؟.
هل شاورتم عقولكم عن موقف دعاة حقوق الإنسان الجدد من جرائم الحرب في دارفور؟ هل تحرك ضمير الكتبة الكذبة عندما كانت قوات البشير تدهس أجساد الشباب في الشوارع؟ هل استيقظ ضمير أي منهم عندما حدثت مجزرة القيادة العامة؟ أو لم تبصرون ابتساماتهم الصفراء كلما سقط شهيداً بعد انقلاب البرهان في اكتوبر ٢٠٢١؟
ماذا يعني تصريح سناء حمد، عن استعدادهم للتفاوض مع الدعم السريع لكنهم لا يخفون كرههم للقوى المدنية ممثلة في تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية (تقدم)؟ فقد لأن أخطاء تقدم (غير مغفورة؟).!.
فأخطاء تقدم هي دعوتها السلام، رفضها للحرب، نضالها من أجل الحكم المدني وإخراج العسكر من السياسة!
كان يمكن أن يرحب ملايين من ضحايا الحرب لو أعلنت الاستاذة سناء باستعدادهم للتفاوض من أجل اسكات البنادق، بدلاً من القفز إلى موقفها من القوى المدنية.