ختامه مِسك.. (سنجة) تكتب تحرير السودان
علي أحمد
أمس كان يوماً حافلاً بالتشويق، إلى أن انتهى بالخبر اليقين الذي أعلنت خلاله قوات الدعم السريع بسط سيطرتها التامة على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، بتحريرها اللواءين (67) مشاة واللواء (165) مدفعية التابعين لرئاسة الفرقة (17) التي تم تطهيرها من دنس الإره*ابيين من فلول النظام البائد والمرتزقة والخونة.
البيان الذي قصم ظهر الجدل وبلغ بالتشويق ذروته جاء في الفقرة التالية منه: “بذلك بسطت قواتنا سيطرتها التامة على المنطقة وتزحف نحو أهداف جديدة، وأن الانتصارات المتتالية في جميع المحاور ستفتح الباب واسعاً لتحرير ما تبقى من الوطن”.
بالفعل فإن السيطرة على سنجة ونواحيها، يعني سقوط مدن أخرى على التوالي، مثل: سنار، السوكي، الدمازين، الروصيرص، ربك، كوستي، الدويم، المناقل، القضارف.. إلخ، بل أنه بسقوط هذه المدينة المهمة، يكون شرق السودان وجنوب شرقه قد وقعا عملياً تحت سيطرة الدعم السريع أو على الأقل في مرمي نيرانه، وأصبح لسان حال الفلول الإره*ابيين وكأنه يقول: “البحر خلفي والدعم أمامي”، فليس له بد إلاّ الانتحار والهزيمة أو الاستسلام.
حاول الكيزان ونائحو الإعلام المُستأجر إشاعة الأكاذيب، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك حيث عضدت قوات الدعم السريع بيانها بالسيطرة على اللواءين بمقاطع فيديو مصورة ومؤرخة ومن مقرات هذين اللواءين وقبلهما من رئاستي الفرقة (17) وولاية سنار، حيث تحدث من هناك عبر مقاطع فيديو القائدين أبو عاقلة كيكل والبيشي رفقة أشاوسهما، الأمر الذي جعل أكاذيب الفلول تضيع هباءً منثوراً في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، بل وجعلتهم أضحوكة ومسخرة في الفضائيات العربية والأجنبية.
أصيب الفلول بالهلع والفزع أمام الحقيقة، أصيبوا بالرجفة وغشيتهم (الراجفة) تتبعها (الرادفة)، فأصبحوا كالمجانين وبلغوا من البؤس والتعاسة والشقاء أنهم يصنعون الأكاذيب ثم يصدقونها لوحدهم، ولكم في المدعو (التوم هجو) أسوة سيئة، فقد أشان سمعة السياسي السوداني ووطأ عليها بنعليه القذرتين فدنسها – عليه اللعنة – بأكاذيبه المفضوحة، حتى أن محاوره بقناة الجزيرة كاد أن يقول له بشكل مباشر (إنك كاذب).
هذا نموذج بسيط ولم نكن لنأتي به ونتمثله وندنس به طُهر ونقاء مقالنا لولا أنه تجاوز الثمانين من عمره ولا يزال يتحرى الكذب .
هذا كله لا يهم، ما يهمنا هو أن الاستراتيجية والتكتيكات العسكرية التي اتبعتها قوات الدعم السريع منذ سيطرتها على (جبل موية) وحتى تحريرها سنجة، جعلت السودانيين والشعوب الأخرى التي تتابع أحداث بلادنا، يتساءلون، عن ما تُسمى (الكلية الحربية)، ماذا تدرس وما هو منهجها؟، وهل حقاً خريجيها الذين يديرون الحرب الراهنة ضباطاً حقيقيين؟، هل درسوا العسكرية بحق أم درسوا الكذب والنفاق والتدليس وأساليب الفرار من المعارك، وتحويل هزائمهم على الأرض إلى انتصارات في أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
لقد وضعت قوات الدعم السريع خططاً عسكرية استراتيجية وتكتيكية، حررت بموجبها مساحات واسعة ومدن كبيرة واستراتيجية بأقل مجهود ممكن، وتمكنت من وضع فرق ولواءات وكتائب بكامل قوتها البشرية وعدتها وعتادها خارج مسرح العمليات العسكرية في (48) ساعة فقط، ونتيجة لذلك، صار السودان كله تحت قبضتها أو على وشك، بما في ذلك بورتسودان العاصمة البديلة للإره*ابيين والمرتزقة.
إنه انتصار عظيم، لقد أزفت ساعة الحسم، وعلى الجميع أن يتهيؤوا لها.