نداء استغاثة!!

نداء استغاثة!!

صباح محمد الحسن

طيف أول

في لغة الحرب تجتمع المفردات الضّد بعد أن تتلاشى ملامح الشبه بين مجموعة حروف !!

و في 8 يناير تحدثنا في زاوية بعنوان (أكثر من توضيح) عن تصريحات علي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية للشرق الأوسط التي نفي فيها ما قاله حميدتي إن كرتي طلب الوساطة بينه والبرهان واستنكرنا وقتها ذاك النفي سيما أن الحرب في أوجها وضراوتها فكيف يخرج كرتي ليرد على حميدتي (الهالك) ويقول إن لا علاقة للحركة الاسلامية بالجيش وإنه لم يلتق البرهان لأكثر من 12 عاماً.

وذكرنا نصاً (أن كرتي يكذب، ولكن ما قاله هو تهديداً واضحاً لخصومه داخل الحركة الإسلامية، ويعد غزلاً صريح لحميدتي أي أنه يكشف عن نية واضحة عند كرتي للقاء حميدتي، و ربما يكون كرتي نجم الإفادات وتمليك المعلومات والحقائق عبر منصة الدعم السريع في القريب القادم وإن رغبة كرتي في لقاء حميدتي إن حدثت ستكون لأجل نفسه وليس للتنظيم و(يا روح ما بعدك روح).

هذا ماورد في زاوية يناير وفي يوليو الحالي الآن تطفح الأخبار عن نية الحركة الإسلامية التفاوض مع حميدتي وإن كرتي ربما ينوي تسليم قادة الجيش سيما أن الطريق إلى البرهان ما زالت مغلقة والحقيقة أن كرتي في هذا الوقت لا يطلب تفاوضاً مع الدعم السريع وإنما يطلب الحماية، أو فتح مسارات آمنه له للخروج من دائرة الجريمة والاتهام.

فالخلافات بين قيادة الجيش والحركة الإسلامية وصلت الآن إلى مرحلة قطيعة سببها أن قيادات الجيش اجتمعت لتحمل علي كرتي كل أخطاء وأوزار الحرب وجرائمها ومن بعدها الذهاب إلى التفاوض، لكن كرتي ربما أراد أن يسبقها بخطوة ليقطع عليها الطريق فالرجل إن كان يريد تفاوضاً مع الدعم السريع لأجل وقف الحرب لدفع بوفد عاجل إلى جدة ووافق على ما تحمله ورقة التفاوض، ولكنه يريد تفاوضاً شخصياً يضمن له السلامة (جريمة بلا عقاب) .

والسؤال هو هل الخلافات وضعت قائد الجيش الآن تحت سقف الإقامة الجبرية بمهلة محددة للاستقالة أو الإقالة !! فإن كان طلب التفاوض الخاص بكرتي هو لمكاسب شخصية فحجز البرهان ايضاً سيكون لذات الأسباب، فرأس قيادة الجيش سيكون الورقة الرابحة لكرتي ليلوح بها حتى يغادر مرحلة الخطر فآخر همه إن ذهب الجيش للتفاوض اولم يذهب، لكنه في ذات الوقت يعلم أن التفاوض معه يعني نهاية الحرب، لذلك ربما يستجيب حميدتي لنداء الاستغاثة ويقبل عرض كرتي من أجل وقف الحرب في الوقت الذي يقدم فيه كرتي عرضه للحصول على ما يريد شخصياً.

لكن هل تصمت قيادة الجيش الراغبة في التفاوض على أن يتقدم كرتي عليها بخطوة المقايضة، فلو أعلنت غداً عن قبولها للتفاوض والذهاب إلى جدة ربما تقطع الطريق امامه بحماية دولية تجنبها من خطر التنظيم الاخواني الداخلي عليها.

إذن خلاصة الأمر تكشف تصدع قيادة الحرب من الداخل بانشقاقات وخلافات قاتلة أي أن النار فعلا بدأت تأكل بعضها وإن السباق الآن ليس لوقف الحرب إنما للظفر بالتبرئة من وزر الحرب ومن هو الظهر الذي سيحمله لتقع عليه العقوبة!! .

فعندما خرجت التسريبات ذكرنا أن التنظيم وجهاز أمنه يريدان حصر الجريمة على طرفي الصراع وينأى التنظيم بنفسه بعيداً والآن الجيش يريد العكس فمن يصل إلى الهدف أولاً

فالأيام القادمة ستكون حافلة بالمفاجأت ولكن ومن الآن فكل الخطوات القادمة التي تصلح لأن تكون خبراً مدهشاً ستصب لصالح السلام لا الحرب

طيف أخير :

#لا_للحرب

التفاوض الذي تكون فيه الرغبة وليدة خلاف ربما يكون أكثر صدقا مما يكون نتيجة اتفاق!!.

وغمضُ العين عن شرّ ضلالٌ *** وغضّ الطرف عن جورٍ غباءُ
نقلاً عن الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى