معركة سنجة.. الدعم السريع يكتب التاريخ ويسطر الملاحم
إبراهيم مطر
بينما كان قائد جيش “علي كرتي” و”سناء حمد” عبد الفتاح البرهان يحاول – عبثاً – أن يسهل المهمة على عناصر الغرف الإعلامية لفلول النظام البائد في ضخ المزيد من الأكاذيب، عبر زيارة لمدينة سنار يعزز فيها الوهم بساعة الحسم التي اقتربت، نفذ أبطال قوات الدعم السريع التفافاً في محور سنار دخلوا على إثره لمدينة سنجة عاصمة الولاية، وسيطروا على مقر الفرقة السابعة عشرة مشاة ومقر أمانة الحكومة، في ملحمة سيسطرها التاريخ، دليلاً دامغاً على حنكة وبسالة هؤلاء الأشاوس سلمت يداهم غير المرتعشة وقلوبهم التي تعلقت بحتمية الخلاص.
في بداية حرب الخامس عشر من أبريل التي أشعلها الفلول غدراً، قال قائد قوات الدعم السريع:(سنريهم أشياء لم يدرسوها في كلياتهم العسكرية)، ومضت الأيام لتثبت صدق ما ذهب إليه الرجل الذي وعد فأوفى، والجيش الكيزاني يتحطم على يد جنوده الأشاوس، وتتساقط الحاميات والفرق العسكرية للجيش كـ “كروت الدومينو” تحت أقدامهم، في مسيرة ماضية، مُعلنة المقاصد والأهداف، لكسر بندقية إخوان الشياطين، واجتثاثهم مرة وإلى الأبد، واقتلاعهم من أرض السودان اقتلاعا.
لم يسعف الحركة الإسلامية غرفها الإعلامية المضللة، ولا محاولات شيطنة القوى السياسية النشطة في معارضة محاولة عودتهم عبر فوهة البندقية وعلى جثث السودانيين، ولم تفلح جرائمهم العرقية والعنصرية في تحويل المعركة إلى حرب أهلية صريحة، على الرغم من دفعهم باتجاهها بالظلف والناب، ولا قصف الطيران للمدنيين بفرية الحواضن المدعاة في بوادي كردفان ودارفور، ولا استهداف المنشآت والبنية التحتية من جسور ومستشفيات في قلب الخرطوم.
لم يسعف الإخوان أكل الأكباد، ولا الذبح وبقر البطون والتمثيل بالجثث ومحاولة إثارة الضغائن بين المكونات الاجتماعية لأهل السودان، ولم يتمكنوا من الوصول لمبتغاهم عبر شراء الولاءات من حركات الارتزاق المسلح. لم تحدث كتائب “براءهم” فرقاً في الميزان العسكري، ولم يُشاهد كبير أثر لقوات العمل الخاص التي تخصصت في ذبح النساء والمدنيين في بيوتهم بذريعة التعاون مع قوات الدعم السريع، ولا استهداف الناشطين في تيسير سبل الحياة بالاعتقال والتعذيب والقتل داخل مقرات الاستخبارات العسكرية بلا جريرة، غير مساعدتهم للمحاصرين في أحيائهم جراء الاشتباكات. “وما نقموا منهم إلا أنهم يطعمون الطعام ويسعون في قضاء حوائج الناس”.
لم يسعف الحركة الإسلامية في حربها مع قوات الدعم السريع التي تبنت شعارات ديسمبر قولاً وفعلاً وصنعت لها مخالباً وأنياب أن تكثر من الصراخ، أو تحاول أن تلبس الباطل ثوب الحق بالحديث عن انتهاكات هي لازمة في كل الحروب، أو أن تستعين بـ”الفلنقايات”، الذين لفظتهم مجتمعاتهم بعد أن استيأست من أن يكون لهم نفعاً أو قيمة، فصاروا يبحثون عما يقيم عودهم على موائد أعداء بني جلدتهم من لقطاء الحركة الإسلامية، والتي لطالما احتفت باللقطاء والمنبوذين من المتقذية والنطيحة وما أكل السبع من ضعاف النفوس، الذين لا يؤذون إلا من أمن جانبهم ممن تربطهم به صلة الرحم والدم، يقدمون لحم ذويهم قرابيناً لشياطين الحركة الإسلامية التي تحتفظ بأبنائها في تركيا، وتحتفي بمن يرفع إحداثيات بيت والدته في الفولة، كيما يضربها طيران “احمد هارون” بالبراميل المتفجرة إرضاءً للزبانية كما فعل “الخايب العايب” المقيم في فرنسا، والذي يلقب نفسه بالمهندس “أحمد سليمان” حيث قال:(اقصفوا منزل والدتي بالبراميل المتفجرة لتتمكنوا من هزيمة الدعم السريع! وكفي به من عقوق يؤوي بالضرورة إلى التهلكة، ناهيك عن مجرد الخزي والهزيمة، من لدن إله أوصى ببر الوالدين).
إن مسيرة الدعم السريع ماضية إلى غاياتها مسنودة بالشرفاء من السودانيين من النازحين والجرحى وضحايا القصف الجوي والقتل على الهوية في الحواجز العسكرية للجيش، ودعاء الأمهات “محروقات الحشا” اللائي فقدن فلذات أكبادهن في حرب الإخوان المجنونة، للصعود مجدداً على سدة الحكم، ولو على كومة كبيرة من الجماجم والجثث التي ترجع لأحباء كانت ابتساماتهم تضئ المكان، وضحكاتهم تؤنس وحشة الرفاق في درب النضال القاسي والطويل.
النصر لقوات الدعم السريع ولجماهير شعبنا، والخزي والعار للجبناء والمجرمين، ممن يكتب الدعم السريع نهايتهم يوماً بعد يوم.