كرتي يطرح جبريل رئيساً!!
أشرف عبد العزيز
بعيداً عن السخرية والتهكم دعونا نضع الأمر في ميزان الأداء والقدرة والكفاءة.. صحيح أن الحكومة الحالية فاقدة الشرعية منذ انقلاب 25 اكتوبر المشؤوم، وفشلت بعد انقضاضها على الحكومة المدنية الديمقراطية في تقديم أي إنجاز يذكر على الصعيدين المحلي والدولي، ولم تنجح حتى في حسم الحرب التي أشعلتها وأزهقت فيها أرواح السودانيين وشردتهم ما بين نازحين ولاجئين وجلست كنيرون على تلال الرماد تنظر للحريق وتغني (الجوافة.. الجوافة)!!
من الذين ظلوا يجسدون هذا الواقع العبثي د. جبريل إبراهيم هذا الرجل الذي يحسد عليه تضييعه فرص الترقي.. صحيح أنه نجح في كنز الأموال لكن من المؤكد أن جرد الحساب قادم، والمصرف الذي تم شراؤه في الدولة الجارة معلوم وكل الصفقات المشبوهة لا تحتاج لسبر أغوار لاكتشافها.
نصح جبريل كثير من خلصائه بأن يتفرغ لحركة العدل والمساواة ويترك منصب وزير المالية لأحد من قياداتها، لأن توليه خزائن السودان في هذا الظرف الصعب تعد مغامرة وطريقاً مفروشاً بالأشواك، ولكنه تمسك وآثر الدخول إلى السلطة من أوسع أبوابها وحدث ما حدث.
بعيداً عن المظان والشكوك هل تحسن اقتصاد السودان وبلغ الناتج الإجمالي مستوىً رفيعاً ووقف الجنيه كالطود الشامخ أمام العملات الأجنبية وهل يتقاضى المعلمين أجورهم وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية، ألم يتحدث مسؤول بمحلية القضارف لـ(الجريدة) قبل يومين بأنه استوعب معلمين ليعملوا معه كعمال نظافة في سوق القضارف؟
موقف جبريل في الحياد شكلياً تكذبه لقاءاته الراتبة بأمين الحركة الاسلامية علي كرتي قبل الحرب في تلك الضاحية التي تقع في شرق النيل والتي بها منزل أخت كرتي، وجبريل منذ ذلك الوقت لا يهتم بما يقدمه ما دام أنه من أهل الحظوة ومقرب لدى العراب وبالتالي ينتظر فقط الأدوار المرسومة له في كل مرحلة.
والغريب أن الرجل لم يتكئ على حركة قوية فعمد إلى السيطرة على كل مفاصل العدل والمساواة وخسر أقرب المقربين منه.. أمين الحركة السياسي رفيق دربه وصاحب القبول وسط الجنود.. ليخرج مع سليمان صندل أفذاذ وأكفاء مثل حسابو (آدم عيسى) وجبريل بلال وآخرين شقوا عصا الطاعة على جبريل وجعلوه يسارع في تنصيب نفسه مجدداً رئيساً للحركة من بورتسودان وليس نيالا التي زارها مرة واحدة (يتيمة) بالرغم من أنه تبوأ منصبه على حساب قضية دارفور.
من الواضح أن الذين يطرحون ترشيح جبريل ليتولى منصب رئيس حكومة الوزراء في الحكومة فاقدة الشرعية يدركون أن ذلك يتفق مع مزاج الحركة الإسلامية المخنوقة هذه الأيام بالعقوبات الدولية والإجماع العالمي بإطلاقها رصاصة الحرب العبثية التي أوردت السودان مورد الهلاك.. ولكنهم لا يدرون أن ذلك سيزيد من حالة الفوران التي تعتري الشعب السوداني الذي لم يعد قادراً على تحمل أكثر مما يطيق.. في تقديري طرح جبريل لرئاسة الوزراء مؤامرة لحرق ما تبقى الرجل صفري الأداء.