Site icon صحيفة الصيحة

أزمة دارفور؟ أم أزمة مناوي؟

سلام يا صاحبي

أزمة دارفور؟ أم أزمة مناوي؟

أبو عبيدة برغوث

يا صديقي دلمان كنت أراجع مكتبة الأغاني لدي فتوقفت عند  تلك اللوحة التي تشكلت بين عمر إحساس وملاذ غازي من خلال أغنية الصغيرون وأخرى لمحمود عبد العزير في (زينوبا) وهي لوحة كفيلة بأن تجعلنا نعيد قراءة الواقع في بلادنا، وأنا أعبر مطارات افريقيا قبل أن أتوقف وأسال عن حالك وحال البلد المنهار، وهو ما يتطلب من الجميع العمل سويا من أجل توحيد الهامش، وعلينا عدم التوقف عند نقطة من  يقوده ولكن بقدر ما يهم أن بلادنا أمام فرصة تاريخية للبناء والعبور، لذا عليك أن تخبر عمنا كمرد الحلو أن يعبر المحطة التي يقف عندها وهو يطرح تساؤلات قد لا تفيد قضية الوحدة بين جماعات الهامش، ولكن عليه أن ينضم إلى الآخرين حتى تكتمل عملية التغيير في بلادنا.

كنت أطالع قضية التنوع في مشروع السودان الجديد لدى الدكتور جون قرنق دي مبيور وأنا أغسل قدمي على ضفاف البحيرة المقدسة، حاولت أن أتجاذب أطراف الحديث مع إحدى الجالسات في الجوار متسائلاً هل لديها علم بما يدور في بلادنا وهل كانت هنا عندما عبر جون قرنق هذه البحيرة؟ ولكن نبهني أحدهم أن النساء هنا لا يتحدثن للغرباء، وأجاب كنت هنا وطالعت (المنفستو) الذي كتبه قرنق في عام 1983 وهو (منفستو) مهتم بقضية التنوع السوداني وجاء فيه حسب الدكتور قرنق في عام 1983 اجتمعنا في الغابة، بعد حوادث بور، والبيبور، وفشلا، وأيوت، وكان السؤال الذي واجهنا هو: من أجل ماذا نقاتل؟ وما هو هدفنا؟ ومنذ اليوم الأول- وقد أشرنا إلى ذلك في منفستو الحركة- وقفنا مع وحدة بلدنا وفق أسس جديدة.

يا صديقي أنت أيضا قد تسألني عن موقف الحركات المسلحة في دارفور وهو سؤال يطرحه الجميع وأنا أخبرك حتى أكفيك مشقة السؤال وأبدأ لك هنا بحركة تحرير السودان قيادة مني أركو مناوي وهي حركة تحولت إلى أزمة في الإقليم بدلاً عن المساهمة مع الآخرين في حل قضية السودان، أقول لك أن الرجل وقع من قبل اتفاقية أبوجا وهي اتفاقية حظيت بدعم دولي كبير خاصة من قبل الولايات المتحدة ومجموعة أصدقاء السودان، ولكن ماذا قدم مناوى لدارفور؟ وأين ذهبت تلك الأموال التي خصصت للإقليم في 2007؟ يبدو أن تلك الأموال التي حصل عليها بدون أن يسأله أحد شجعت الرجل أن يسلك طريق المال بدلاً عن طريق القضية وصار يذهب بقواته إلى حيث ما وجد المال، ولكنني لا أعيب عليه ذلك فهو أصلا لم تكن له علاقة بمشروع التحرر الكبير وأجزم  أنه لم يطالع أي من نصوص مشروع السودان الجديد، وهو الحال ذاته في مجموعة التحرير والعدالة بقيادة الدكتور التجاني سيسي  والتي وقعت اتفاقية الدوحة وهي اتفاقية أيضا حظيت بدعم قطري مفتوح، وكم تمنيت لو نفذت الحكومة والحركات المسلحة التي وقعت اتفاقيات سلام عديدة منذ اتفاقية أبوجا ومروراً بالدوحة وانتهاء بسلام جوبا وهي اتفاقيات حصلت على تمويل ضخم من الدول الراعية لهذه الاتفاقيات بجانب أصدقاء السودان تحت لافتة قضايا النازحين واللاجئين وتنمية وإعمار ما دمرته  الحرب، لو نفذت حكومة الإقليم طريق وأحد مثل طريق (زالنجي – نيرتتي) الذي يسهل للمواطن حركة السير وتخفيف معاناة السفر وهو طريق  ذو جدوى اقتصادية كبيرة باعتباره الناقل الوحيد لمنتجات جبل مرة وخيراته التي إذا ما أحسنا التعامل معها يمكن أن تغير خارطة الاقتصاد السوداني.

بالأمس وقف العالم على حقيقة هذا الرجل من خلال مداخلة لمستشار الدعم السريع مولانا محمد المختار التي قال فيها إن مناوي طلب منهم المال مقابل الوقوف في صفهم، وعندما رفض الدعم السريع منحه المال ذهب الرجل وعرض نفسه للطرف الآخر، ويبدو أن ذلك الطرف اشترط عليه حرق دارفور مقابل المال من خلال الدفع بالإقليم نحو هاوية الصراعات القبلية اًنطلاقا من مدينة الفاشر- وإن كان الناس هناك في الإقليم  يعملون على تفادي ذلك من خلال التواصل فيما بينهم-  وفى اعتقادي أن مواقف مناوي وجبريل إبراهيم الآن كشفت حقيقة موقفهم من قضايا العدالة والمساواة بين السودانيين.

ولكن يا صديقي يجب أن تأخذ هذه الحركات التي خرجت عن الحياد مسألة الوحدة بين الذين يؤمنون بالتغيير وإقامة دولة العدالة، فهناك مازالت العديد من الحركات في الإقليم تقف على الحياد وتعمل مع الآخرين من أجل بلورة موقف موحد يأتي بالحل ويحقق السلام العادل بين السودانيين.

Exit mobile version