فساد يتهاوى.. المرتزق “مناوي” !
علي أحمد
لم يكن الشعب السوداني بحاجة إلى تصريحات من مستشار قائد قوات الدعم السريع، “محمد المختار”، ليكتشف فساد ذمة وخراب ضمير الأرزقي المرتزق “مني أركو مناوي”، كما لم يكن غريباً أن نسمع عن المستشار أن هذا الفاسد المُفسد طلب منه أموالاً طائلة ليقاتل بجانب الدعم السريع عندما التقيا في أديس أبابا، كما طلب ذات الطلب من قائد ثاني الدعم السريع، وعندما رفضاً واستجابت قيادة الجيش وبذلت له الأموال الطائلة وعربات الدفع الرباعي القتالية والسلاح، أعلن القتال إلى جانبها وهذا طبع المرتزق، يقاتل بجانب من يدفع أول، أو أكثر!
هذا المرتزق الذي يظهر هذه الأيام باكياً على مدينة الفاشر، لا يعرف عنها شيئاً ولا تعرف عنه شيئاً، ولم يكن يوماً من الأيام من أبنائها ولم يولد أو ينشأ أو يدرس فيها، بل لم يرها إلا بعد أن أخذ رشوته من الكوز الراشي الشهير “مجذوب الخليفة”، فخان زميله “عبد الواحد محمد نور”، ووقع بليل على اتفاق أبوجا عام 2006، فأصبح كبيراً لمساعدي المخلوع “عمر البشير”، نظير مبلغ شهري، كما أنه لم يكن يوماً مناضلاً ثورياً ضد الظلم والقهر ومن أجل تحقيق العدالة ورفع الظلم عن مواطني الهامش، بل كان ولا يزال مجرد بائع رخيص لبندقية رخيصة، ظل يقاتل بها بالأجرة في بنغازي -ليبيا، فيما كان رفيقه الآخر في العمالة والإرتزاق؛ “جبريل إبراهيم”، يؤجر بندقيته لحكومة طرابلس الإخوانية التي تقاتل حكومة بنغازي .. وهكذا هم المرتزقة دائماً، يقاتلون بالمال الشيء وضده!
مثل هذا الكائن الطفيلي الطُحلبي الدخيل على السياسية السودانية والذي ظهر فجأة وغفلة في سوحها مهرجاً غبيّاً لا يفقه شيئاً عن تاريخ السودان الاجتماعي و السياسي، يعرف الفرق بين إسماعيل الأزهري وإسماعيل التاج، ولا بين السيد علي الميرغني وعلي عسكوري، بل حتى لا يعرف إن كان استقلال السودان عام 1956 أم عام 1659؟، كما لا أحد يعرف عنه شيئاً، حتى هو نفسه لا يدري عن نفسه شيئاً، فقد ظهر مع عبد الواحد بغتة كالنبت الشيطاني في حركة تحرير دارفور التي غيّرت اسمها لاحقاً إلى حركة تحرير السودان ثم إلى حركة جيش تحرير السودان، قبل أن يبيع ذمته رخيصة الثمن إلى الشيطان بمقابل بخس.
وعلى خلفية فساد ذمة المرتزق مناوي التي كشفها المستشار “محمد المختار”، ظهر إلينا أمس شخص مغمور يُدعى “عبد العزيز سليمان”، قال إنه مسؤول الإعلام في حركة المرتزق مناوي مطالباً بدليلٍ واحد على تلقي سيّد نعمته أمولاً نظير موقف سياسي!.
أليس هذا عبط واستعباط وقلة حياء وأدب؟، فمن أنت أيها النكرة حتى تطلب أدلة في أمر شائع ومعروف ومبذول للقاصي والداني، فالشعب السوداني كله يعرف أن مُخدّمك ومشغِلّك المرتزق الفلولي “مني أركو مناوي” مرتزق ومأجور، ومناوي نفسه يعلم ذلك، وشقيقه يعلم، وعائلته تعلم، بل أن حركته كلها ما هي إلا شركة مرتزقة عائلية، وأنت تعلم ذلك، وإلا ما المغري في دفاعك عنه؟ مبدئيته وثقافته وفكره السياسي، أين له هذا وهو الحمار وأنت برسيمه؟!
وقع غراب الشؤم “مناوي” اتفاق أبوجا نظير رشوة تلقاها هو شخصياً ولم يعط أحداً في حركته دولاراً واحداً، وأنه بعد ذلك كان يتلقى شهرياً مبلغ 750 ألف دولار أميركي من نظام الكيزان نظير عمله في القصر (مُساعد حلّة)، كما قال ذلك عن نفسه، حتى أنه تلقى مقدماً – آخر مرة قبل هروبه إلى جوبا – مُدعياً أنه انضم إلى صفوف المعارضة – مبلغ ثلاثة أشهر بقيمة (2.250.000) دولار (مليونان ومئتا وخمسون ألفاً)، لم يعد بعدها إلى الخرطوم إلاّ بعد توقيع اتفاقية جوبا مع قائد الدعم السريع، فما أرخصه وما أكذبكم جميعاً!
لا يحتاج الحديث عن أمور معروفة بالضرورة وواضحة ساطعة إلى دليل إلاّ إذا احتاج إليه النهار ليفرز من الليل، خصوصاً إذا كان الأمر متعلق بأكبر متملق وفاسد ومهرج و(أراجوز)، فهذا الدعّي المرتشي ترك أهله في معسكرات النزوح يتاجر بقضاياهم سياسياً ويبيع من خلالها الرجال مرتزقة في دول الجوار بأثمان بخسة.. إنه رجل بلا أخلاق ولا ذمة ولا تعليم ولا حكمة أو رجاحة عقل أو ضمير، رجل منزوع من كل شئ سوى رغبة محمومة في جمع المال الحرام ظناً منه أنها ستزيده قيمة بين الناس، فزادته تفاهة على تفاهته.
مناوي وأشباهه من الجهلة الفاسدين خربوا الفضاء السياسي وحولوه إلى سيرك عظيم للتهريج السياسي فأضحكوا العالم علينا وعليهم، وسيأتي يوماً ليس بعيداً يعترف فيه هذا الأرزقي مُنطمس الشخصية باهت الملامح السياسية بأنه فاسد، فقد اعترف قبله “مبارك أردول” في تسجيل صوتي ذائع له، كان معه فيه الفاسد النزق “نور الدائم” – مساعد هذا المناوي – وكانا يعضا أصابع الندم: لو أن “عبد الرحيم” – قائد ثاني الدعم السريع – قد قدم لهما عرضاً مالياً واضحاً لباعا إليه ذمتهما ومواقف حركاتهم السياسية، ولوقفا بجانب الدعم السريع في الحرب، لكن الرجل رفض ذلك، فتحول أردول ورفيقه الفاسد الآخر إلى صف الكيزان، فما الغريب أن يطلب مناوي نفس الطلب ومساعده الأمنجي السابق “نور الدائم” يتحاور مع اللص أردول حوله؟، هل هو أقل قذارة وفساداً ونخوة منه، إنهما سيان كـ (التعيس وخايب الرجا)، وهل هو أفضل وأكرم من اللص أردول ؟ على الأقل فإن تاريخ ومكان ميلاد ودراسة ومنطقة “أردول” معروفة، بيد أن الفاسد مناوي لا يعرف أحداً عن تاريخه شيئاً، سوى القليل المتناقض الذي يقوله عن نفسه، مثل أنه عمل مدرساً مرة في تشاد وأخرى في نيجيريا وثالثة في دارفور، بأي قدرات كان معلماً لا نعلم؟ وهو الذي يتعذب حين يتكلم، ولا يستطيع نطق جملة صحيحة واحدة مكونة من فعل وفاعل ومفعول به بأي لغة كانت (!)، كما لا أحد يعرفه في دارفور، فليس له أصدقاء طفولة أو رفاق صبا أو زملاء دراسة من الابتدائية حتى الثانوية، أو زملاء عمل!
ويبدو أنه هبط علينا من السماء (ذات البروج)، ولذلك وجب إعادته إليها مرة أخرى في اليوم الموعود، وقد حان.