كمبالا الفرصة الأخيرة

 كمبالا الفرصة الأخيرة

صفاء الفحل

ستصبح الأمور واضحة للجميع خلال الأسبوعين القادمين، فقد وضع مجلس السلم الإفريقي قيادات اللجنة الأمنية وقيادة الدعم السريع على المحك بتبني قرار لقاء قيادات الطرفين اللذان هما أساس الحرب في البلاد في كمبالا برعاية الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني في انتظار رد (الجيش) بعد الموافقة غير المشروطة لقائد قوات الدعم السريع والتي من المتوقع أن يصمت فيها (الجيش) ويتحدث بدلاً عنه (كيزان) حكومة الأمر الواقع في بورتسودان كالعادة.

وقد أصبح الأمر سيان في أن يوافق الجيش أو البرهان تحديداً للمشاركة في هذا اللقاء أو يرفض، فقد حسم الأمر بأن هذه الفرصة الأخيرة والتي جاءت بطلب من الاتحاد قبل أن يحسم مجلس الأمن أمر التدخل الدولي لإيقاف هذه الحرب العبثية بالقوة وإنزال أقسى العقوبات الممكنة على الطرف الذي يتعنت ويراوغ في الامتثال لقرارات إيقافها وفتح المسارات لإنقاذ ما تبقى من المتضررين منها بعد أن بلغ الأمر ذروته، بينما لا تلوح في الأفق معالم واضحة للتعقل من الجانبين.

والبند السابع كنا أول المطالبين به، وما زلنا لقناعتنا بأن إيقاف الحرب صار بعيدًا حتى من إمكانيات طرفي النزاع، فالدعم السريع وبمحاولات التشتيت التي تمارس عليه أصبح قرار الحرب أو الاستمرار فيها في أيدي القادة الميدانيين الذين انكووا بنيران حرب ضروس لما يقارب العام ونصف، فقدوا فيها الكثير فأصبحت دوافع الانتقام والتشفي هي ما يقودهم أكثر من تعليمات القيادة العليا أو الدبلوماسية.

ومن الجانب الآخر فإن الجميع صار يعلم بأن قرار القوات المسلحة صار مرهون بتعليمات فلول النظام السابق، أو الحركة الاسلامية التي تمثل الحاضنة السياسية لهم، حتى أصبحت قرارات قائدها البرهان أو تحركاته لا قيمة لها إذا لم تتوافق مع بحثهم عن الحماية والاستمرار بالمشاركة في العمل السياسي والحكم، والذي يعتبرونه الضامن الوحيد لحمايتهم من المساءلة التي يعلمون بأنها قادمة وقاسية.

المجتمع الدولي الذي منح الاتحاد الإفريقي الفرصة لمحاولة حل القضية (بهدوء) سيكون له رد فعل عنيف في حال فشل هذا اللقاء المباشر (وهو المتوقع) من خلال الصمت المريب لحكومة بورتسودان التي تبحث عن مخرج لهذا المأزق وهي تعلم تماما تفاصيل ما ينتظرها إن هي وافقت على لقاء كمبالا أو لم توافق، وأن مخرجات هذا اللقاء لن تكون ذات أثر على الوضع الميداني إلا إذا استلمت البلاد سلطة مدنية وهو ما ظلوا يحاولون الهروب منه بكثير من السبل، منذ فض الاعتصام، والانقلاب البرهاني، وحتى إشعال هذه الحرب، وربما يقبلون بمشاركة الدعم السريع في السلطة دون عودة الحكم المدني ولكن من أين لهم ذلك فقد تأخر الوقت كثيرًا وأصبحت الأمور خارج السيطرة وعمومًا فإن الأيام القادمة حبلى بالكثير من البشريات للشعب السوداني رغم فقدانه الأمل في الإصلاح.

والاستمرار في النضال لن يتوقف..

والمناداة بالقصاص لن تتوقف

والرحمة والخلود لشهدائنا..

نقلاً عن الجريدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى