يواجه السودانيون الوافدين في دول عربية عديدة لإجراءات قانونية صارمة، حيث علقت دولة الإمارات إقامة الكوارث الممنوحة للسودانيين، وتعطيل المدارس السودانية والأنشطة التجارية بدولة مصر، في مقابل طرد السلطات السعودية للمخالفين والمؤججين للحرب من أنصار النظام البائد.
أصل الحكاية
واعتبر نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، الإجراءات الصارمة من بعض الدول في مواجهة السودانيين، بسبب سلوك الوافدين وعدم احترام قوانين الدول والأعراف الدبلوماسية من طرف الجهات التي تمثل السودان خارجياً، إلى جانب التصريحات غير المسؤولة من قادة الجيش ووزارة الخارجية والمسؤولين.
وحملوا قادة الجيش ووزارة الخارجية وبعثة السودان في الأمم المتحدة إلى جانب سلوك بعض السودانيين الوافدين، ما تم من إجراءات صارمة، مشيرين إلى أن الدول التي اتخذت هذه الإجراءات كانت تسعى لمساعدة السودانيين الفارين من الحرب، إلا أن السلوك الذي مارسته قيادة الجيش ونشطاء سياسيين بإطلاق اتهامات للدول، أدى مباشرة إلى ردة الفعل الحالية، مؤكدين أن دول عديدة ستتبع إجراءات جديدة في مواجهة السودانيين الفارين من الحرب في دول الجوار والمنطقة.
قرارات حاسمة
وأوقفت دولة الامارات العربية المتحدة اليوم، إصدار إقامة الكوارث لحاملي تصريحات الزيارة بكافة أنواعها لحاملي الجنسية السودانية بحسب وكالات سفر ووسائل إعلام.
وأشارت إلى أن عدد من وكالات السفر أخطرت عملائها الذين حصلوا مسبقاً على تأشيرات دخول ولم يستخدموها بعد، بضرورة دفع مبلغ ضمان يبلغ 2500 درهم وإلا سيتم إلغاء الفيزا قبل 48 ساعة من تاريخ الدخول.
وتمنح السلطات الإماراتية، السودانيين المتواجدين على أراضيها تصاريح لمدة شهر لحين توفيق أوضاعهم أو مغادرة أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة.
حصار القاهرة
أعلنت جمهورية مصر العربية، رسمياً اليوم، تعليق الأنشطة التجارية السودانية، وإغلاق جميع المدارس السودانية بمصر حسب قرار صادر عن مجلس الوزراء المصري حمل الرقم 2091 للعام 2024 والخاص بإعادة تصنيف المحال العامة وإلغاء تصنيف بعض المواد الصادرة في العام 2019 و2020.
وأنذرت السلطات المصرية عشرات المحال التجارية السودانية. وسبق قرارات السلطات المصرية، حملة شعبية ضخمة من نشطاء وإعلاميين سودانيين على خلفية تقرير رئيس الوزراء المصري مصطفى كامل مدبولي الذي أعلن خلاله أن اللاجئين يكلفون مصر 10 مليارات دولار.
تواردت ردود الأفعال المصرية بعد تصريح رئيس الوزراء، وانتظمت حملات على وسائل التواصل الاجتماعي طالبت بالمحافظة على الهوية المصرية وطالبت بطرد اللاجئين فوراً من الأراضي المصرية.
وبحسب إحصاءات أممية، فإن أكثر من 5 ملايين سوداني فروا من الحرب في السودان إلى مصر منذ بداية الحرب أبريل العام 2023، حيث تواصلت عمليات التهريب عبر الصحراء إلى مصر بعد تعطيل القاهرة منح التأشيرات للسودانيين.
وشرعت السلطات المصرية تحت ضغط شعبي كبير، في ترحيل السودانيين المخالفين من أراضيها، حيث وثقت منظمات دولية وحقوقيون، عمليات ترحيل قسري لمئات السودانيين بطريقة غير لائقة، واحتجزت البعض في مقرات عسكرية وحرمتهم من الحقوق الأساسية.
السعودية تطرد
في المقابل، يواجه السودانيون المخالفين في المملكة العربية السعودية، للإبعاد من الأراضي السعودية بعكس الفترة الماضية التي شهدت مرونة كبيرة من السلطات السعودية مع المواطنين السودانيين، إلى جانب فرض السلطات رقابة محكمة على أنصار النظام البائد ومناصري الحرب في السودان وإلقاء القبض على بعض العناصر وترحيلهم بالفعل إلى السودان على رأسهم قائد كتيبة البراء بن مالك المصباح طلحة إلى جانب آخرين لا يزالون قيد التحري وملاحقة آخرين.