على من تعزف مزامير الخداع يا جبريل؟

على من تعزف مزامير الخداع يا جبريل؟

علي أحمد 

لجبريل إبراهيم وزير مالية البرهان تصريح مُذهل أمس الأول، قال الكوز عديم النخوة بائع دم شقيقه؛ عليه اللعنة في مخاطبة فلولية متلفزة ببورتكيزان: ( نزحوا، اتبهدلوا، الآن إنتو ما شفتوا حالة السودانيين البموتوا في الحدود، البموتوا في مصر، البشحدوا الناس، أسر كانت غنية ومستورة الآن بقت تمد يدها للناس، حكاية فيها بهدلة شديدة للمواطن السوداني، آن الآوان أننا كلنا نضع أيدينا فوق بعض عشان ننهي الحرب دي ونعيد البلد لوضعها الطبيعي والبلد فيها إمكانيات كبيرة جداً).

من تُخاطب ومن تخادع يا جبريل؟ وأنت ممن أشعلوا حروب السودان منذ أن تمردت على جماعتك الإخوانية عام 2000، على أُسس عرقية (شعبوية) وذهبت أنت وأخيك خليل الذي قتله تنظيمك عام 2011، لتقاتلا حزبكما، ثم ما لبث الشعب السوداني أن أطاح بقتلة أخيك فعدت على ظهره إلى البلاد وصرت وزير مالية، لكنك ركلت الشعب وقلبت له ظهر المجن فالخيانة طبعك تجري بدواخلك مجرى الدم، ومن خان دم أخيه كيف لا يخون شعبه؟!، فانقلبت مع البرهان قاتل أهلك في دارفور؛ على هذا الشعب الطيّب الكريم وساندت انقلابه في 25 أكتوبر، 2021، ثم أشعلت معه الحرب الراهنة وأنت في كل هذه الأوقات وزيراً للمالية، فلماذا أنت فقط؟!

إن إبقاءك والإصرار عليك كوزير للمالية؛ منذ أن جاءت بك اتفاقية (جوبا) المشؤمة في أكتوبر 2020، حتى الآن، أمراً مثيراً ليس فقط للدهشة والاستغراب، وإنما للأسئلة أيضاً، فالكل يعلم أن عبد الفتّاح البرهان وتنظيمه الإخواني فعلوا ذلك من أجل أن تحارب معه في دارفور، لكن ثبت عملياً في هذه الحرب أنك لا تملك قوة على الأرض كي تحارب، ورغم ذلك فأنت وزير (السلام/ جوبا) إبان حكومة الثورة، ووزير الانقلاب (25 أكتوبر 2021) ووزير الحرب (15 أبريل 2023)، ورغم قدراتك الضعيفة وفشلك الذريع والبائن وفسادك الذي فاحت رائحته فأزكمت الأنوف، إلا أنك لا تزال في منصبك لا أحد يزحزحك عنه ولا أنت تتخلى عنه، لأنك فاسد وسارق وناهب لميزانية الدولة ومواردها الشحيحة من الذهب وغيرها، تتقاسم مداخيلها مع سيديك البرهان وميرغني إدريس، وهذا ما يعلمه القاصي والداني والصغير والكبير، ثم تأتي لتتحدث عن معاناة الشعب السوداني وأنت أحد أسبابها – يا لك من مثير للشفقة والرثاء.

مَنْ مِنْ السودانيين لا يعلم أنك – يا جبريل – تآمرت على الحكومة المدنية الانتقالية وساهمت بفعالية في انقلاب 25 اكتوبر 2021 المشؤوم؟، ومن لا يعلم إنك من سرقت وسهلت لقادة الجيش سرقة احتياطي العملة الذي تركته الحكومة المدنية في البنك المركزي؛ ويفوق مليار ونصف دولار؟.

⁠إنك نفسك من قلت لقناة (الحدث) عقب الانقلاب مباشرة في معرض إجابتك على سؤال المذيعة عن مصادر دخل حكومتكم الانقلابية بعد توقف البرنامج الاقتصادي: “أبواب السماء مفتوحة”، فمن الذي – يا وزير الغفلة والدم والموت – أغلق عليك أبواب السماء الآن حتى تشكو سوء حالك لطوب الأرض وتعرف أن الله حق وأن الحرب هلاك وأن الحل ليس بالبندقية، أم            إنك أيها الفاسد الخائن (شفشفت) كل مصادر العملة وتريد أن تفر بسرقتك، لكن أين المفر؟.

الشاهد – أيها السادة – أن جبريل إبراهيم، لديه وزارة مالية أخرى (موازية) يديرها ابن خاله اللص الفاسد “بشارة سليمان”، من مكتب خاص يعمل في تخليص أي مديونية لأي تاجر أو رجل أعمال لدى وزارة المالية ويمنح أي عطاء مقابل عمولة لا تقل عن 10% من قيمة المبلغ تزيد أو تقل حسب مبلغ المديونية، وجبريل نفسه بالتنسيق مع ابن خاله اللص هذا يسرقان الإغاثة التي تتبرع بها دول العالم المختلفة لصالح المواطنين المتضررين من الحرب (النازحين)، ويبيعانها في الأسواق عبر شبكة من التجار الفاسدين!

إن ما تحدثت عنه يا رجل، مما سميتها بهدلة وتسول وموت ولجوء وتشرد للمواطنين السودانيين، تعني ببساطة أنهم فقدوا كرامتهم بسبب حربكم التي أطلقتم عليها (حرب الكرامة)، وها أنت تعترف أيها الوغد الرعديد بأنها حرب (انتهاك الكرامة)، ومن كلماتك ندينك ومنها سيحاكمك الشعب قريباً جداً، فتمهل ولا تتعجل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى