جديد العقوبات!!
أشرف عبد العزيز
في تصعيد لافت أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على ستة أفراد في السودان بينهم قائد القوات الجوية للجيش وقائد الدعم السريع في غرب دارفور والأمين العام للحركة الإسلامية.
واتهم المجلس، في بيان، الخاضعين للعقوبات بأنهم “مسؤولون عن أنشطة تقوض الاستقرار والانتقال السياسي” في السودان، حيث لا يزال القتال مستمراً بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وشملت العقوبات الجديدة بحسب موقع (الشرق) قائد القوات الجوية للجيش اللواء طيار ركن الطاهر محمد العوض الأمين ومسؤولاً آخر، متهماً إياهما بتحمل مسؤولية عما وصفه البيان بـ”القصف الجوي العشوائي للمناطق السكنية المكتظة بالسكان منذ بداية النزاع”.
كما ضمت قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور اللواء عبد الرحمن جمعة بارك الله والمستشار المالي لها.
ومن ضمن الأفراد الذين شملتهم عقوبات أيضاً علي أحمد كرتي، وزير الخارجية السابق في حكومة عمر البشير والأمين العام للحركة الإسلامية في السودان، وهذا هو الجديد.
صحيح أن الخزانة الامريكية كانت قد أصدرت قراراً بفرض عقوبات على أمين الحركة الإسلامية علي كرتي ولكن تأثير قرار مجلس الإتحاد الأوروبي أقوى لأنه جاء في أعقاب لقاء ضم مسؤولين من الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، وهذا إن دل إنما يدل على تغيير قناعات الأوروبيين بأن المؤتمر الوطني ورديفته الحركة الاسلامية لا يمكن أن يكونا جزء من الحل أو أي عملية سياسية قادمة.
الرسالة الثانية هي أن المجتمع الدولي بات مجمعاً على أن الحركة الإسلامية طرف ثالث في الحرب وهذا يزيد من الخناق عليها خارجياً ويقلل من سيطرتها على قرار الجيش ويمهد لفرض عقوبات مباشرة على قياداتها حال الإصرار في المضي قدماً في التحشيد والتحريض على الجهاد لمواصلة الحرب.
هذه العقوبات ستلفت أنظار حلفاء للجيش بأن الحركة الاسلامية ما عادت مرغوب فيها، ومن المؤكد أن دولة مثل مصر لن تراهن على إسلاميي السودان مقابل أن تخسر علاقاتها مع أمريكا والاتحاد الاوروبي والأمارات وبالتالي ستضغط على حلفائها في الجيش على ضرورة الوصول إلى اتفاق يطوي صفحة الحرب بأعجل ما تيسر.
هذه العقوبات أيضاً تقرأ مع التحركات الواسعة للحكومة السعودية بملاحقة كل العناصر المؤيدة لدعاة الحرب التي كالت الشتائم للمملكة وملوكها والتي بدأت بإبعاد السلطات السعودية لأمير كتيبة البراء بن مالك من أراضيها.
من الواضح أن الاهتمام الدولي بقضية حرب السودان بات على المحك فمجموعة الاجراءات التي سيتخذها مجلس الأمن والسلم الأفريقي ستجد الموافقة من الإتحاد الأفريقي والأوروبي وأمريكا ولن تعترض عليها روسيا ، وبالتالي وصلنا مرحلة الذروة والحل سيكون قريباً ..!!
نقلاً عن صحيفة الجريدة