ماذا تريد هذه الحركات؟؟؟

سلام يا صاحبي

أبو عبيدة برغوث

ماذا تريد هذه الحركات؟؟؟

يطرح الناس السؤال الملح عن حقيقة القضية التي قاتلت من أجلها الحركات المسلحة في دارفور التي خرجت عن الحياد وانحازت إلى الجيش بعد أن تخلت عن قضايا العدالة والتحرر التي حاربت من أجلها الدولة لأكثر من عشرين عاماً تشرد خلالها الملايين من السودانيين في دارفور.

هل هي ذاتها حركة العدل والمساواة (جبريل) وحركة تحرير السودان (مناوى)؟؟؟ وما هو  سبب الحرب التي أشعلوها في دارفور 2003م تحت  مسمى-  التحرير والعدالة والمساواة – قتل خلالها نحو أكثر من 300 ألف مواطن برئ في دارفور وفق إحصائيات المنظمات الدولية و (10) ألف مواطن طبقا لما أقرت به الحكومة على لسان الرئيس المخلوع عمر البشير، ولكن ليس بمستغرب من جبريل الذي تسبب من قبل في مقتل أكثر من 500 من التجار السودانيين في بانتيو الذين احتموا بالمسجد  بولاية الوحدة بدولة جنوب السودان وعدد كبير منهم ينتمى لذات المكون الاجتماعي الذي ينتمى له جبريل إبراهيم بسبب انحيازه في القتال لصالح الرئيس سلفا كير في حربه مع نائبة رياك مشار في عام 2013م،  وأيضا تناسى هذا الرجل أن  الفلول الذين انحاز لهم اليوم وينفذ مخططهم لإشعال الصراع القبلي في دارفور هم الذين قتلوا أخاه الدكتور خليل إبراهيم وشردوا أهله التجار من سوق ليبيا واستبدلوهم ب (أولاد شندي)  فذهبوا إلى الجنوب وهناك كانت الإبادة تنتظرهم  بسبب جبريل وحركته، وقتها كانت الخرطوم تصفق لتلك الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق الابرياء في بانتيو ووصفهم إعلامها بالمتمردين.

وأيضا إذا سئل أي منهم (جبريل.. مناوي … تمبور) هل زار أي منهم معسكرات النازحين الذين تجاوزوا الـ 2 مليون نازح في دارفور بسبب حربهم التي دمرت البنية التحية في الإقليم ومزقت النسيج الاجتماعي وضربت التعايش السلمي الذي كان قائما بين السكان؟؟؟  يقول لك سنذهب إلى هناك وإن كانت الحقيقة هم الان يخططون مع جلاديهم إلى تشريد المزيد من سكان الإقليم إلى معسكرات النزوح بسبب نقلهم الحرب للإقليم لخلق الفتنة القبلية بدارفور.

ولكن يظل المرء محتارا في موقف هذه الحركات التي أحدثت

كل هذا الدمار منذ 2003 م وها هي في نهاية المطاف تتخلى عن الشعارات والأهداف التي أعلنتها ومات من أجلها كل هذا العدد المهول من الناس؟

أنا جد مندهش لأني لم أجد اي تفسير أو مبرر لموقف الحركات المنحاز لقيادة الجيش والفلول الذين كانوا يحاربونهم ويصفونهم بالأجانب والشاديين والمرتزقة وقطاع الطرق ويستهدفون أهاليهم على أساس عنصري بغيض، أما كان الأجدر لهذه الحركات الالتزام بموقف الحياد الذي اتخذته منذ بداية الحرب!!!! حينها كان يمكن للناس أن يجدوا لها العذر.

صحيح يا صديقي هو الموقف ذاته الذي اتخذه مالك عقار الذي ظل يحارب المركز في صفوف الحركة الشعبية لأكثر من 42 عاماً وها هو في نهاية المطاف تخلى عن الملايين الذين سقطوا في النيل الأزرق وجبال النوبة وجنوب السودان وانحاز إلى اللا شيء.

وفى الوقت ذاته نجد قادة الجيش وحواضنهم وإعلامهم يرمون باللوم على الحركات في كل هزيمة يتلقونها ويتهمونهم بالخيانة.

إذن يا صديقي بسبب حماقات الفلول وغباء الحركات التي خرجت عن الحياد أتوقع أن يتجه مقاتلو الدعم السريع إلى شندي، عطبرة، مروي وستضرب مناطق بشمال السودان في محاولة من الدعم السريغ  إلى منع نقل الحرب إلى دارفور وهو ما سيجعل الحرب أكثر ضراوة .

وإن غداً لناظره قريب.

 وسلام يا صاحبي

الإثنين 17 يونيو 2024م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى