علي يعقوب أرقد كالماء في جسد النيل

سلام يا صاحبي

أبو عبيدة برغوث

علي يعقوب أرقد كالماء في جسد النيل

وهنا نقول مع الفيتوري لا تحفروا لي قبرا

سأرقد في كل شبر من الأرض.. أرقد كالماء في جسد النيل.. أرقد كالشمس فوق حقول بلادي.. مثلي أنا ليس من يسكن قبراً.. لقد وقفوا ووقفت لماذا يظن الطغاة الصغار وتشحب ألوانهم أن موت المناضل موت القضية.. أعلم سر احتكام الطغاة إلى البندقية لا خائفاً.. إن صوتي مشنقة للطغاة جميعاً، ولكن روحي مثقلة بالغضب وأن كل طاغية دمية من خشب.

ليس هنالك من كلمات توفي الشهيد حقه، ولكن إن فخر السودانيين واعتزازهم بالمحارب الشهيد لا يعادله أي فخر في الدنيا وإن رحل بجسده فإنه يظل حاضرا في ذاكرة وطنه وشعبه وأسرته.

هكذا يموت الرجال من أجل قضايا شعوبهم وأوطانهم وتحريرها من سلاسل الطغاة.

بالأمس عاد (علي يعقوب) مجدداً إلى ذاكرة الأحداث من زاوية الرحيل ليذكر الناس أن هذه الحرب هي حرب الخلاص من الظلم وحرب المساواة بين الناس فهو الذي عرف عنه أنه لا يقف عند الحياد في قضايا العدالة، وهو الرجل الذي عرفه الناس من خلال حل قضاياهم ومشكلاتهم أجوادي من طراز فريد فأطلقوا عليه لقب الحكيم، شهدت عليه مدن وأرياف إقليم دارفور المختلفة، كان محارباً شجاعاً وفارساً مقداماً ووفياً لا يعرف الغدر ولا الخيانة يقاتل بشرف ويصالح بشرف.

رحل المحارب العظيم (على يعقوب) وهو يتقدم جنده في ثبات من أجل تحقيق العدالة والمساواة بين السودانيين وبناء دولة يتساوى فيها الجميع وفق الحقوق والواجبات، وهي معركة ترمي أولاً لتحرير الذين مازالوا يركعون تحت حذاء جلاديهم وأن يخبرهم بأن ذلك ممكناً، ولكن الأكثر إيلاما هو أن يقاتلك الذين تقاتل من أجل تحريرهم.

ففي المعارك العظيمة يقدم الشرفاء أرواحهم قرباناً لحرية الآخرين.

يمثل الشهيد (علي يعقوب) أحد ركائز السلم والتعايش بين السكان في دارفور وبرحيله فقد الإقليم والسودان أحد أهم رجاله الذين عرفوا بالبساطة والتواضع والزهد، وعرف عنه أنه يعرف كيف يربك العدو.

واليوم عرفانا لدوره في معارك الحرية يتمسك السودانيين بعبور بلادهم جسر التقدم والترقي نحو بناء دولة يتعايشوا فيها متساويين أو هكذا سيكون لسان حالهم عندما يقفوا على حقيقة هؤلاء المقاتلين الذين يضحوا بأرواحهم ليضعوا الناس في المسار الصحيح من التاريخ.

استشهد علي يعقوب في الميدان وهو يجسد معاني البسالات وأن الشجعان العظماء يستشهدون في الميدان أمام جنودهم وهو ما ورثه من أجداده الذين حرروا الأرض ووضعوا أركان الدولة الوطنية في السودان قبل أن تأتي النخب لاختطافها بعد الثورة المهدية.

رحلت في يوم عظيم يوم الجمعة والمسلمين يقفون بعرفات وأنت تقف كجبل أحد في وجه الطغاة.

الشهداء يعلموننا دروسا في الشجاعة والتضحية انهم نجوم يضيئون سماء الأمل والحرية.

رحل (علي يعقوب) ولكن تظل روحه تلهم الجميع في السير على درب الحرية والكرامة.

فلترقد روحك بسلام في الخالدين.

الأحد 16 يونيو 2024

أول أيام عيد الأضحى المبارك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى