انقلاب يوسف عزت!
علي أحمد
لا أحد يبدأ مقالاً بـ(حتى)، لكن لأن في نفسي شئٌ منها، فأسمحوا لي بهذه البداية المختلفة، لأن الموضوع مختلف وشيّق وخفيف ولطيف، وكيف لا يكون كذلك وهو يتناول أثقل (مخاليق) الله وكائناته التي لا تُحتمل خِفتها.
هؤلاء الكيزان، لم يكتشف الشعب السوداني اليوم أنهم من أشعلوا حرب 15 أبريل، بل هذا أصبح في حكم المعلوم بالضرورة، ووضعوا بذلك البلد كله على شفير هاوية سحيقة، لكنهم يأتون الآن وبعد مرور (14) شهراً على إشعالهم الحرب ضد الشعب السوداني، ليقولوا له: من أشعلها هي قوات الدعم السريع، حيث كانت تُخطط لانقلاب عسكري، والدليل على ذلك أن لدينا وثائق ومستندات نثبته بها.
سألناهم: حسناً أيها الكيزان هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟
فجاؤوا بقائد الجيش (البرهان) كبرهان، فخرج وخاطب تجمعاً محدوداً من جنوده المهزومين في منطقة النيل الأبيض العسكرية – الخميس الماضي – ويبدو أنه قد عجز عن بيع قميصه في ذلك الخميس التعيس، فقرر بيع قميص (يوسف عزت) المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع.
قال برهانهم – مدّ له الرحمن مداً في كذبه وخيانته وسخفه – أن لدى كيزانه أدلة دمغة تثبت أن (المستشار عزت) شوهد في الإذاعة والتلفزيون يوم 15 أبريل، وكان بحوزته بيانات انقلابية يريد أن يذيعها – نعم والله قالها هكذا!
يا أيها الناس، أليس واضحاً من هذا الحديث أن الرجل الظل هذا، كان مغيباً وظل حتى الآن كذلك، وسيظل؟
يا رجل يا معتوه، ألا تخجل والسودان كله استمع بالفعل إلى بيانات أذاعها (يوسف عزات من (الإذاعة) وليس التلفزيون، بعد إفطار رمضان في ذلك اليوم، 15 أبريل، 2023، حيث تمكنت قوات الدعم السريع من تجاوز عملية الغدر وهزيمة الجيش وقتها ولا تزال، والاستيلاء على الإذاعة والتفزيون تماماً، إلا أنت، لأنك كنت مختبئاً كفأر ترتعش في قبوك المظلم، ولربما كنت قد فعلتها و(وسخت) نفسك، شدة الرعب والبؤس.
يا لبؤسك وبؤس كيزانك يا قائد جيش سناء، إنكم فرط ما كذبتم على الناس، حتى أصبحت صنعتكم للكذب رديئة جداً، فإذا كانت الدعم السريع تريد انقلاباً بالفعل، لتلى البيان قائدها محمد حمدان دقلو، لأن الانقلاب عمل عسكري، وما كان يبعث بمستشاره السياسي يوسف عزت، الذي كان مضمون بياناته التوضيح للرأي العام كيف بدأت الحرب ومن أشعلها وكيف تم الغدر بالدعم السريع في المدينة الرياضية.
إنّ جميع الانقلابات في العالم، من أمريكا اللاتينية إلى انقلاب بوركينا فاسو الأخير في أفريقيا، لم تؤرخ يوماً ما لرجل مدني يعمل مستشاراً سياسياً لقائد عسكري أن يُكلف بقراءة بيان انقلابي، فقائد الانقلاب الذي سيتولى السلطة بعده، هو من يتم تكليفه بذلك، فإن كان (حميدتي) زاهد في السلطة ولا يريدها لكلف قائد ثان الدعم السريع بذلك أو أي ضابط برتبة عظيمة أو متوسطة، ثم هل من المعقول والمنطقي أن يكون دليلك الدامغ لانقلاب (يوسف عزت) المزعوم صوراً التقطتها كاميرا مراقبة وكأنك تتحدث عن جريمة سرقة لمنزل لا انقلاب عسكري، وكأن الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون محض مجمع سكني أو كنتين صغير في أحياء هامش الخرطوم، ثم ما الذي يمنع يوسف عزت أو شخص آخر من الدعم السريع الوجود في الإذاعة والتلفزيون وقواه تفرض سيطرتها التامة عليها لعامٍ كامل – قل غير ذلك يا صبي الكيزان الغر!
طبعاً، حاول البرهان (تشتيت الكورة)، وصرف الأنظار عن الهزائم الكبيرة التي ألحقتها قوات الدعم السريع به وبميلشياته الكيزانية والداعشية، فقرر ذلك الخميس – والجميع يعرف كيف هو خميس البرهان – أن يٌسلّي الشعب السوداني بهذه القصة ثقيلة الدم (مثله)، لكنه كذلك كان يريد أن يقوم بمحاولة أخيرة يائسة وبائسة لنفي ما ثبت لدعم العالم كله، بأنه بالتنسيق مع الكيزان أشعلوا هذه الحرب ولا يريدون ايقافها أبداً، لأنها تعني حتمية نهايتهم في بلاد السودان وتخليص الشعب من شرورهم وآثامهم إلى الأبد، وهذا ما سيحدث.
العب غيرها يا برهان.. لقد ملَّ الشعب من أكاذيبك الرديئة السخيفة.