Site icon صحيفة الصيحة

التجويع سلاح الكيزان الفتاك

بقلم

التجويع سلاح الكيزان الفتاك

 كرستين شمس

في الوقت الذي حذرت فيه أكثر من 19 منظمة إنسانية بما فيهم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ووكالة الأمم المتحدة للإغاثة من أنه إذا أستمر منعهم من تقديم المساعدات للسودانيين بسرعة وعلى نطاق واسع فمن المرجح أن تترسخ المجاعة في أجزاء السودان كافة.

في هذا الوقت تقوم حكومة الأمر الواقع في بورتسودان بأخذ النصيب الأكبر من الاغاثة لصالح إطعام الجنود الذين عجزت الميزانية عن توفير غذاءهم لمواصلة القتال وما تبقى من الاغاثات يتسرب للأسواق عبر سماسرة هم حلقة الوصل بين المسؤولين وتجار (السوق السوداء) لتباع لمستحقيها مجاناً بأسعار باهظة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش.

ولعل اشتراط بعض المنظمات الإنسانية أن تباشر عملية تنسيق وتسليم الاغاثات للمحتاجين بشكل مباشر يكشف انعدام الثقة وغياب الشفافية التي اتسم بها جيش (الكيزان) الذي له باع وتاريخ طويل ملطخ بعار الفساد في ملف الإعانات الدولية التي تخص المواطنين السودانيين فعلى مر تاريخ الأزمات الإنسانية في السودان وما أكثرها كان استخدام الغذاء كسلاح السِمة المعروفة لجيش الحركة الإسلامية استخدمها إبان حرب جنوب السودان وحروباته ضد إنسان دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق بل وكان يتعمد إتلاف موارد المواطنين المحلية في تلك المناطق ويمنع الاغاثات الإنسانية بغرض تركيع المجتمعات بسلاح الجوع.

أما ما يُحمد في هذه المأساة سقوط ورقة التوت عن هذه العصابة الفاسدة وانكشف جلياً انها تخاطر بحياة 18 مليون مواطن يواجهون الجوع الشديد و3.6  مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد بحسب الإحصاءات وتستخدم حيلة المساعدات الإنسانية فقط كجند للتكسب السياسي.

Exit mobile version