العدو المتوهم
العدو المتوهم
الشيخ البلالي
أحياناً ندير ظهرنا لبعض الناس ليس غروراً ولا ضعفاً وإنما خشية التعارك مع صغار العقول فعلاج الجاهل التجاهل، فحينما احتدمت معركة استرداد الحقوق وعلت الأصوات بالمناداة به انحازت فطرتنا السليمة إليه.
لأن هناك من يريدنا ان نركن إلى الباطل ونصفق له ونعلي من شأنه وسلب إرادتنا على حين غِرة مع الوضع الماثل أمامنا وقراءتنا للمشهد وهناك ثمة سؤال يلوح في الأفق هل يستقر السودان وتسوده قيم الحرية والسلام والعدالة أم هي شعارات براقة لجذب الانتباه أم حقيقة وكل منا يريد الانقضاض على الآخر وحتفه؟
ومع ذلك كله يحدونا الأمل الالأمل ولكن هل نتغلب على أطماع أهل الشمال النيلي وتسيّدهم للبلاد منذ الاستقلال لأنهم يملكون وجوهاً لكل مناسبة وشعب كل حكومة مثلاً والاستغلال المتعمد منذ عقود من الزمان مع سرقة ثروات البلاد والهيمنة على العباد؟
وهل نتغلب على وهن وضعف أهل الوسط وركونهم للواقع المعاش تحت وطأة الظلم والتهميش وتغبيش الحقائق وسن قوانين مقيدة ومنتقاة بخروج مشروع الجزيرة من خدمه مجتمع الوسط والسودان عامة؟
وهل نتغلب على تهور أهل الشرق في إغلاق الموانئ والطرق القومية في كل مرة دون أن تلوح في الأفق بارقه أمل لتغير الواقع برفع الظلم والفساد مع غياب تام للصحة العامة وتغافل التدهور البيئي وانتشار المحسوبية والقبلية؟
وهل نتغلب على حماقه أهل غرب السودان الذين يحملون السلاح والاقتتال بينهم دون معرفة القاتل والمقتول بعدوٍ متوهم يشعل نيرانه عدو حقيقي سلب إرادته وثروته وشرد الشباب؟
مع ذلك كله ويقولون لنا نحن لا نعرف بعضنا البعض فالشر ضعيف والخير دائماً أقوى فتنحاز نفوسنا إيجاباً للخير الذي يألفنا ويجمعنا جميعاً، هي قوات الدعم السريع التي بعثت في نفوسنا الأمل لغدٍ أفضل في سودان تسوده قيم المحبة والسلام والخير والفضيلة والاستقرار ولله الحمد رب العالمين.