حراك وتحركات!!
صباح محمد الحسن
طيف أول:
أمسك بخيوط الحل لتحقق له مآربه في السلام
كن الثانية المنجية التي تفصله عن الارتطام
وهش عن عيون شعبه تلك الغيوم الغارقة في الآلام
وتحركات دولية وإقليمية تتزامن مع انطلاق المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية بأديس أبابا، والذي كشف في فاتحته الجهود المدنية والسياسية لوقف الحرب، ورسم الملامح الأساسية لاستعادة الحكم الديمقراطي، وتناقش اليوم جلسات المؤتمر الرؤية السياسية لعدم السماح بعودة الإسلاميين وحزب المؤتمر الوطني وواجهاتهم للحُكم، وعدم مشاركة الدعم السريع والجيش في السلطة بعد الحرب، وضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم في السودان، حراك سياسي توازيه تحركات دولية تصب في ذات الاتجاه.
فالإدارة الأمريكية تؤكد أنها ليست ببعيدة عن كل الخطوات السياسية المهرولة نحو الحل السياسي التي تبذلها القوى المدنية السودانية نحو طريق الحل، وتخرج لتجدد دعوتها إلى وقف الحرب والالتزام بالأداة السلمية، أي بالعودة إلى طاولة التفاوض، والتي من المتوقع أن تكون عقب عيد الأضحية المبارك.
وقالت الخارجية الأمريكية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث أمس مع قائد الجيش سبل وقف الحرب في السودان في أسرع وقت.
في التوقيت نفسه يصل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة إلى بورتسودان لبحث الأوضاع في السودان وجهود إحلال السلام، ويلتقي رئيس المجلس الانقلابي عبد الفتاح البرهان والفريق شمس الدين كباشي لبحث إنهاء الحرب في البلاد.
ولعمامرة في آخر وداع له للبرهان ناقش معه ضرورة التخلص من الكتائب الإسلامية المؤججة للحرب وخطورة تسليح المواطنين وعمليات الاستنفار، وكل ما يقف عائقا أمام وقف الحرب، ويعمل على عرقلة التفاوض.
وفي ذات الإطار تقول جمهورية مصر العربية أنا هنا، وتفصح عبر خارجيتها عن عقد مؤتمر بشأن الأزمة السودانية نهاية يونيو المؤتمر الذي ستكون مضامينه وأهدافه ليست ببعيدة عن رغبة المجتمع الدولي المتفق على رؤية محددة وواضحة لعملية الحل السياسي التي وضعها على الطاولة بمنبر جدة ولخصتها (تقدم) في مؤتمرها وأهمها وقف الحرب واستعادة الحكم المدني وعدم السماح بعودة الإسلاميين وواجهاتهم.
لذلك ربما تحاول مصر هذه المرة للبحث معها سبل إلحاق أحزاب حليفة لها كالحزب الديمقراطي الأصل بركب التنسيقية المدنية، وقد تتمسك مصر بصفتها طرف أصيل في الحل بقبول الحزب جناح جعفر الميرغني، فقد لا ترى فرقاً بينه وإبراهيم لطالما أن كلاهما شارك الإسلاميون في الحكم.
ومعلوم أن ما يقلق مصر هو أنها لا تمسك بخيط في عملية حياكة ثوب حكومة ما بعد الحرب في السودان، وستسعى أيضا جاهدة لمحو آثار الانطباع السياسي الأخير في ذهنية الشعب السوداني المؤمن بالتغيير، والذي خلفته استضافتها الأخيرة لمجموعة الكتلة الديمقراطية الخطوة التي زعزعت الثقة من جديد في نواياها السياسية، فربما يكون المؤتمر هو بداية لخلق جسور سياسية مع (تقدم) مباشرة واستغلال رغبة التنسيقية الجادة التي عبرت عنها بدعوتها إلى الأحزاب السياسية للحاق بها في أي وقت، لا سيما أن مصر أصبحت أحد أضلاع المربع للحل السياسي بعد انضمامها مع الإمارات لطاولة الوساطة مع أمريكا والسعودية لذلك ترى أنه ولطالما أن حمدوك مازال يتقدم، فإن دعم خطواته بانضمام حزب بشعبية الاتحادي الأصل، يدعمه ويخدمها، أفضل لها بكثير من دعم الكتلة الديمقراطية التي تخصم منها، ولا تشكل إضافة لتقدم.
طيف أخير:
قال عقار أنه مع تسليح المواطنين بطريقة مشروعة ومنظمة تحت إشراف الدولة، وأن يخضع المستنفر للقوانين والمحاسبة وهذا هو تفلت القيادة الذي يشكل خطراً أكبر من تسليح المواطن!!
نقلا عن صحيفة الجريدة