العطا يشكو قلة (الجرذان)
العطا يشكو قلة (الجرذان)
كرستين شمس
كان العرب قديماً مولعون بالكناية ومترادفات الأحاديث فيصفون من يعاني الفاقة بأنه يشكو قلة الجرذان في بيته كناية على الفقر والحاجة، وهكذا حال الجنرال ياسر العطا خرج لأنصار حربه يشتكي قلة الجرذان في مؤسسته فلا مال ولا عتاد ولا رجال تعين جنرالات الحرب على مواصلة المحرقة فظن (المساكين) خيراً واستبشروا أن الرجل سيذكر منابر السلام بخير وسيعلن عليهم بدء عملية (حقن الدماء) لكن الجنرال أعلن وبشجاعة الأحمق الهروب إلى الأمام وبشر أنصاره الصابرين بأن (الفزع) قادماً من موسكو (الساحل الشرقي مقابل السلاح) فاستبشر (البلابسة) خيراً ومنحوه وقتاً بدل الضائع.
الجنرال المراوغ يعلم أنه يحارب في الظلام تحاصره الانهيارات الاقتصادية والعسكرية والجوع ينقص البلاد من الأطراف و(الحلو) لم يكن حلواً وبخل (بقُبلة الحياة) لحكومة بورتسودان والشعب المحاصر في الداخل يتساقط بالجماعات جراء قصف الطيران العشوائي والمنظمات الدولية المراقبة تتحدث عن استخدام الجيش لأسلحة محرمة دولياً كالقنابل الفراغية والفسفور الأبيض و(شراء الصمت) لم يعد بمقدور واستطاعة بورتسودان، والمرتزقة المستعان بهم كلفتهم قتلت (الجنيه) وجففت السوق من الدولار، وتقدم (تتقدم) وشجر لا للحرب بدأ يسير.
والأربعة الكبار (البرهان، الكباشي، العطا، جابر) مائدتهم لم تعد واحدة وكل ٍ يغرد لصالح سربه، فالعطا (مدمن) التصريحات أصبح طموحه مقلقاً لـ (أبرهة) هادم المدن و(كبش) لا يكاد يطارد مسعى أو يخلق مخرجاً حتى يطلق عليه العطا النار وجابر ابن (الحواضن) لم يعد بمقدوره أن يقدم أكثر من فروض الطاعة والولاء حتى ينال بر المؤسسة، ولكنها ترد بالتجاهل.
والأنصار (البلابسة) ينتظرون بتململ (فتح من الله ونصراً قريب) ويبدو أن السماء لا تستجيب وحلول الأرض قد نفدت فكيف ستكون نهاية قتلة شعبهم..ننتظر ونرى