العطا لمن عصا، وكدا يعنى.

بدون زعل

 عبد الحفيظ مريود

العطا لمن عصا، وكدا يعني

ذات حوار صحفي، قال د. نافع علي نافع:” لو لم يتبق لنا إلا “طوكر” لنقيم فيها الدولة الإسلامية، لكفانا”. كان حينها مساعداً لرئيس الحزب للشؤون السياسية. سألني صديقنا الصحفي النابه محمد يوسف عثمان، عليه شآبيب الرحمة، ضاحكاً:” ولماذا “طوكر”، تحديداً؟”..قلت: لعلها أول اسم بلدة جاءت على باله. كان يمكن أن تكون كبكابية، مروي، كسلا، الدويم…الخ. فليس ثمة شئ رمزية لطوكر، ههنا.

في حوار العربية والحدث، الذي أجرته الصحفية الجميلة لينا يعقوب مع الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام، يقر – رداً على سؤال عن الجزيرة – بأن الجيش لم يترك إنسان الجزيرة ليواجه الدعم السريع، لوحده…” ما الجزيرة براها…غرب دارفور، جنوب دارفور، شرق دارفور، وسط دارفور، بل كل شمال دارفور، عدا الفاشر”.. مستبقاً الأحداث، ومرجحا سقوطها “حتى لو سقطت الفاشر، فإننا سنقاتل”.

شايف كيف؟

معترفاً – برضو – بأن الجيش يواجه نقصا في الذخيرة والسلاح. وأنه طرق أبواب دول عديدة، للحصول على مبتغاه، واستكمال النقص.. كما يعترف بنقص المقاتلين، وبؤس الجندي، مظهراً، لأن الجيش لم يهتم بـ “المهمات”.

لكنه – مع ذلك – يشترط لحدوث مفاوضات مفضية إلى السلام، أن يرجع “الأجانب” إلى بلدانهم، وأن يجمع الدعم السريع ما تبقى من جنوده “السودانيين”، بالطبع، في معسكراته، في الصالحة، قرى، طيبة، وأن يقوم بتسليم (الأسلحة الكبيرة)، بعد ذلك يتم الدمج.. إذ ليس هناك من “دولة محترمة تعترف بجيشين”.

شايف؟

والحرب ماضية في مسارها الحتمي، لم يدر بخلد الفريق ياسر العطا، أن الوضع المتدهور للجيش، الذي وصفه، بدقة، سيستمر في التدهور، بحيث لا يعود له شروط للتفاوض. ما الذي يحمل الدعم السريع – في ظل تقدمه الذي تبرع مساعد قائد الجيش بذكره – على أن يستجيب لشروط تفتقر إلى الموضوعية، للتفاوض مع الجيش؟

هل يعي الفريق ياسر العطا ما يقول؟

لا أعتقد

ولأنه لا يعي ما يقول، يمضي بعد أن كشف عورات الجيش ميدانياً، ليقول إن “السيد الرئيس” – يقصد البرهان، بالطبع – سيقوم بإلغاء الوثيقة الدستورية، وتعيين حكومة كفاءات، لتدير “الفترة الانتقالية”.

يا للهول!

أي فترة انتقالية؟

لكن “حكومة بورتسودان”، كما تسميها بيانات عبد العزيز الحلو، لا تطرح أسئلة على نفسها. لا تتوقف لتلتقط أنفاسها وتعيد “قراءة المشهد”، كما يقول الناقد السر السيد. لاهثة، تريد أن تقول إنه ما يزال هناك بلد اسمه السودان، وإنها لا تزال تحكمه. وتحدد “فترته الانتقالية”، التى غالبا ما تنتهي بانتخابات يفوز فيها البرهان – بعد أربع سنوات – رئيسا على “جمهورية طوكر”، وربما يأتي بالسيد على كرتي رئيساً لوزرائها.

شايف كيف؟

لكن مساعد القائد العام للجيش، يرمى بثالثة الأثافي، حين يقول – مستغرباً – إن ساحل البحر الأحمر ليس ضيقا. و”وين الإشكالية؟”، لو منحنا روسيا قاعدة عسكرية. ولو منحنا أمريكا، السعودية، مصر الشقيقة، قواعد؟

بالطبع لن يجد مساعد قائد الجيش “إشكالية”. فالمسألة – بالنسبة له – ساحل ” ليس ضيقا”، في مقدوره أن “يشيل” عدداً من القواعد العسكرية لدول مختلفة…ماذا نصنع بساحل طويل، عريض، ليس ضيقا؟ ما حاجتنا له؟

شايف كيف؟

فكر كأنك مساعد قائد عام للجيش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى