لغة الخديعة!!
صباح محمد الحسن
طيف أول:
لأحلام عُلِقّت بين الاشتعال والانطفاء ولآمال متعبة اما آن الأوان لتتكئ!!
ومصادر رفيعة تؤكد أن قادة طرفي الصراع سيذهبان إلى منبر جدة عقب عيد الأضحية المبارك، وعزت التأخير في الموعد المضروب بأنه يعود لإجراءات إدارية بالمملكة العربية السعودية تتعلق بموسم الحج كما أكدت أنه و-حتى هذه اللحظة- لم يرفض الجيش الدعوة الأخيرة من الوساطة للعودة إلى التفاوض
وأضافت أن حديث البرهان بعدم التفاوض ومواصلة الحرب لم تتلق بعده الوساطة أي رد رسمي بعدم قبول الحوار، ولا جديد على جدول الالتزام بالعودة للطاولة الذي أكده قادة طرفي الحرب في السودان.
وفي أثيوبيا تتدفق الوفود للمشاركة في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية (تقدم) للاتفاق على رؤية لوقف الحرب، وإنشاء أوسع حلف مدني .
وما سبق هو السبب المباشر الذي شكل حالة الاضطراب في خطاب الفريق ياسر العطا وجعله يدلي لـ (الحدث) بتصريحات متهورة تجافي المنطق والحقيقة ويقول ليس لديهم مانع في توقيع جديد لمنح روسيا قواعد عسكرية على البحر الأحمر مقابل السلاح!!
حديث مرتبك يكشف أن الرجل كان بحاجة ماسة لهذا الحوار حتى يصرح بهذا التصريح كردة فعل واضحة لما يدور حوله من تقدم نحو الحل السياسي ودعم خيار السلام، فالقاعدة العسكرية التي يريد العطا ان يمنحها روسيا إن كانت هي الورقة الرابحة للجيش فلماذا لم يستخدمها منذ بداية الحرب ليتلافى بها الخسائر التي لحقت بالبلاد في الارواح والممتلكات.
فإن كانت روسيا تعلم ان توقيع البرهان سيمنحها القاعدة لما انتظرت كل هذا الوقت فروسيا التي زارها عقار في دارها قبل شهور لماذا تأخرت عن هذا التنازل المغري وأعلنت بعدها على لسان خارجيتها أنها تدعم الحوار وتدعو طرفي الحرب الي منبر جدة !! لماذا لم تهرول لتغتنم هذه الفرصة الخطيرة!!
لأن دعم السلام يحفظ لها علاقاتها مع دول عظمى مصالحها معها أكبر من مصلحتها مع البرهان الذي يقف على رأس دولة جعلتها الحرب ضائعة جائعة تصارع روحها البقاء.
لكن العطا مازال يمارس لغة الخديعة على الشعب السوداني على قناة إماراتية يتهم دولتها بالخيانة ودعم التمرد!! أليس مقاطعة إعلامها هو أضعف الإيمان!!
ويتحدث العطا عن إلغاء وثيقة ملغية فإن كان يقر بوجودها فإنه إقرار بأن كل ما تم بعدها باطل لذلك هو حوار مصنوع جاء بتوقيت وميعاد لتسميم الأجواء وإفساد حالة التلاحم بين القوى المدنية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني لإيقاف الحرب.
حوار (مطلوب) يريد أن يقول فيه انه ورغم الجهود المبذولة فإني ابشركم إن الحرب مستمرة ملوحاً بورقة روسيا الخاسرة التي لا يملك البرهان قرارها حتى وإن وقع عليها!!
فهذا هو الهدف من الحوار والدليل على ذلك أنه خرج بطريقة ارتجالية غير مرتبة فالرجل تحدث عن انه متبرع يمكن أن يمنح مصر والسعودية قواعد على البحر بالرغم من عدم حاجتها لذلك، ولكنه الحديث الذي يفتقر للتوازن فالعطاء كان كتلميذ جاء متأخرا بعد انتهاء زمن الدرس.
لم يقدم إلا إفادات ضعيفة وغير منطقية خصمت منه ولم تشكل له إضافة، فمثل هذه التصريحات الزائفة تساهم في توسيع دائرة عدم الثقة بين الجيش والمواطن وتجعله يخسر اجتماعياً.
طيف أخير:
#لا_للحرب
استنفرَ اعلام الفلول او (تم استنفاره) بعد عام من القتل والدمار ليرفع شعار لا للحرب
المطلب الدولي لإيقاف خطاب العنف
ولكن وعي المواطن أكبر من أن تهزمه خطة تأتي بذات الوجوه لتقول له (معليش) !!
نقلاً عن الجريدة