Site icon صحيفة الصيحة

للحوادث معنى ودلالة

بقلم

للحوادث معنى ودلالة

الشيخ البلالي

قال الإمام محمد الغزالي: “فإذا احتدمت المعركة بين الحق والباطل حتى بلغت ذروتها، وقذف كل فريق بآخر ما لديه ليكسبها، فهناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول، والامتحان الحاسم لإيمان المؤمنين سيبدأ عندها، فإذا ثبت تحول كل شيء عندها لمصلحته، وهنا يبدأ الحق طريقه صاعدًا، ويبدأ الباطل طريقه نازلًا، وتقرر باسم الله النهاية المرتقبة”.

يجب ألا نستغرب عندما نشاهد محمد جلال هاشم وعبد الله علي إبراهيم من اليساريين والداعشي عبد الحي يوسف والأنصاري عبد الرحمن الصادق ومحمد الأمين من الوهابية يقودهم أمير كتيبه البراء بن مالك ويتحلقون حول علي كرتي رئيس الحركة الاسلامية لتدوير البرهان قائد الجيش في حرب عبثيه كما اسمها وسعي في دك البنى التحتية للسودان وإبادة شعب السودان بالطيران الحربي بحجة أنهم حواضن للدعم السريع.

وتختفي عن الأبصار شعارات اليمين واليسار والجماعات الدينية التي كانت ملء السمع والبصر عن وحدة السودان وشعبه ووحده أهل القبلة وتدينه، فانكشفت عوراتهم ووقعوا في براثن الجهوية القبلية الضيقة

لذا لا نخجل من المطالبة بحقوقنا لأن هناك من لا يخجل من سلبها بالحزبية تارة والشعوبية تارة أخرى

فالأحزاب التي لفظت شعاراتها وأصبح التوريث في القيادة منهاجاً وإن اختلف فلا يخرج من أهل الشمال ونهره لأسباب ثقافية واستراتيجية رغم التباينات الكثيرة التي يحتويها المجتمع السوداني بتمثيل تضليلي لأبناء الهامش مع عزلهم عن شعوبهم.

تفتيت “ديش البازنقر” ليس هدف، بل غاية تحدوها آمال وتطلعات أهل السودان وشبابه الذي خرج في ثورة تمت سرقتها من أحزاب طفيلية تسلقت الثورة ووأدتها بتحالفها مع اللجنة الامنية للبشير.

لابد من دق حصونهم وإعادة ترتيب المشهد بما يمثل أهل السودان بحكم مدني وفدرالي إقليمي يرى الكل فيه نفسه ومستقل أطفاله ونعيد وضعنا الطبيعي وسط المجتمع الدولي والاقليمي الذي نحلم أن نكون فيه

وبالوضع الماثل أمامنا لازم نعطي للأشياء والحوادث معنى ودلالة (جاهزية سرعة حسم).

Exit mobile version