أحمد الدرديري يكتب.. وماذا بعد تدمير موارد الدولة.!
الإصرار على استمرار الحرب والوقوف ضد الحل الجذري والشامل لإشكاليات الدولة السودانية، وضد وقف الحرب، وعدم الاعتراف بتشوهات الدولة في البنية والتوجه، واختطافها لصالح نخبة جثمت على صدور السودانيين وأذاقتهم المرارات والحروب والتنكيل والتشريد وافتعال الأزمات.
انهيار الروح المعنوية لهذه النخبة وأبواقها الاعلامية وحركات الارتزاق بسبب فشلهم الزريع في تحقيق اي انتصار في جميع محاور القتال لمدة سنة من الحرب، وضعهم أمام خيار سياسة الأرض المحروقة بدل من الاستجابة للسلام والمحافظة على مكتسبات الشعب.
استجابت قيادات أخرى داخل القوات المسلحة للنداءات الهستيرية التي تطالب بحرق مصفاة الجيلي بدافع الانتقام من مقتل محمد صديق، ولم تكن الاستجابة الأولى لتنفيذ أشواق وأماني ابواق الحرب وداعميها، المصفاة واحدة من موارد الشعب وليست ملك لأحد طرفي الصراع حتى يتم تدميرها انتقاما لمقتل أحد.
تدمير مصفاة الجيلي بالطيران ومستشفى البراحة وضرب مستشفى شرق النيل ومصنع اليمامة للورق في بحري، ومحطة كهرباء الفاشر يأتي ضمن تنفيذ سياسة الأرض المحروقة التي توضح بلا شك تعدد مراكز القرار داخل القوات المسلحة، واختطاف المؤسسة العسكرية لصالح فئة اجتماعية تفرض نفسها مالك للدولة وغيرهم رعاع إما تحتهم وتحت بنادقهم وأما تدمير مؤسسات وموارد الدولة.
لم يستفد معظم الريف السوداني والهامش من كل تلك المؤسسات فلا يشعر بوجودها أو عدمها، لذلك لم يبدي ثوار الريف والهامش أي اهتمام بتدمير هذه المنشآت المتضرر الأول منها هم سكان المدن.
وهذا لا يشجع الفلول وابواقهم على ارتكاب المزيد من التدمير وندعوهم لكف طيرانهم عن تدمير مكتسبات الشعب والمحافظة على ما تبقى من منشآت ومؤسسات حيوية، والاستجابة في هذا الظرف التاريخي لوقف الحرب، وحل اشكالية الدولة وأسباب صراعاتها وحربها بشكل جذري ونهائي يخلص السودانيين من التهجير والنزوح والمعاناة.