كرستين شمس يكتب.. أولاد المصارين البُيض
ثبت جلياً أن هذه الحرب أُشعلت لتأكل فقط أبناء الهامش وعوام الناس أولئك الذين ليس لهم نصيب في القداسة والتمجيد لا في الحياة ولا بعد الممات فقط يتدافعون نحو الموت بحماقة (أبو الدقيق) يسعى من ظلامه الآمن ليحترق في الضوء ويهلك دون أن ينال القيمة التي يبحث عنها، بل ويُوصف فوق ذلك بأنه أحمق أو بعبارة أكثر مواكبة (فلنقاي).
فدعاة الحرب وعرابوها في حصونهم بعيداً عن رَحي المطحنة يصفقون بهستيريا دون كلل أو ملل ولم يفتر حماسهم حتى بعد مرور عام على آلة الموت التي حصدت العباد ودمرت البلاد فلم يثنيهم قطع الرؤوس فطالبوا بالمزيد فرقصوا لهم بالأحشاء ودفنوا الناس أحياء أيضاً لم يكتفوا صرخوا هل من مذيد أكلوا لهم الأكباد وصنعوا لهم (الكباب) تركو لهم الموتى بالألاف دون ستر تأكلها الكلاب ولم يرضوا، حتى طالهم الموت في عزيز لديهم يُدعي (محمد صديق) فتعالى البكاء وكُثر الرثاء حتى ظننا أن (الخنساء)عادت فينا، لطموا الخدود وشقو الجيوب واتهموا (كهنتهم) بالخيانة وكشف ظهر فلذة كبدهم كيف يموت في المقدمة ولماذا لم تتم حمايته من قِبل (أبو الدقيق) الأحمق. ووصلوا حد في الجزع طالبو بنسف ميدان المعركة (مصفاة الجيلي) انتقاماً وحتى لا يكتب التاريخ هنا مات (ود المصارين البُيض). وهنا وُضع (الكاهن الأكبر) أمام خيارات صعبة ربما تعصف به ويبدو انه اختار صنع المزيد من (الكباب) في الحواضن (الغربية) حتى تمر هذه العاصفة بسلام وينجو.