أحمد الدرديري يكتب..هزائم الجيش
فقدان الشغف وضعف العقيدة القتالية لجندي الجيش السوداني، عرض القوات المسلحة لهزائم متكررة منذ أن اشعل الاسلاميون حرب الـ 15 من أبريل ، ويعود ضعف العقيدة القتالية لنهج الحركة الإسلامية في تسيس المؤسسة العسكرية وإضعافها لصالح الملايش والجيوش الموازية، وظلم أفراد القوات المسلحة من قبل الاسلامين ما أدى لهذه الهزائم، فلا يمكن أن يحقق الجيش بهذه الوضعية والبنية والقيادة الإسلامية أي انتصار وتقدم في أي محور من محاور القتال، فالمتضرر الأول من سياسة الاسلاميين هو جندي الجيش السوداني .
حرب 15 أبريل التي اشعلها الاسلاميين من أجل العودة للسلطة وقطع الطريق أمام معالجة جذور الأزمة السودانية التي تسببت في حروب وأزمات دائمة وطويلة للشعب السوداني، رغم علم الفلول بسوء تقديراتهم واختيارهم للحرب بدلاً من تقديم مصالح الشعب وتقديم نقد لتجربتهم في حكم الدولة السودانية ومعالجة اخطائهم والتنحي وفتح الطريق للشعب السوداني لبناء دولته بنظام مدني ديمقراطي فيدرالي.
تضاف ” معركة الجيلي” لسلسلة انتصارات الدعم السريع ، وبالمقابل تضاف لرصيد الهزائم المتكررة للحركات التي تسمي نفسها جزافا بالكفاح المسلح وفي الأساس هم نهب مسلح لا يمتد للثورية بصلة، شاهدنا حجم الخسائر في الأرواح والعتاد في معارك متكررة جعلت بعض الحركات تتراجع وتتساقط من دعم الفلول أخرها تم عزل مصطفى تمبور من رئاسة الحركة، وتغيرت لغة مناوي لـ(نريد حوار سوداني سوداني) وتغيرت لغة مالك عقار مؤخراً ولغة جبريل إبراهيم كذلك، ولا شك هذه الوضعية ستقودهم لسلك دروب أخرى للمحافظة على قواتهم ووضعيتهم في حكومة ما بعد الحرب.
فاستمرار الحرب يجعلنا نطرح أسئلة مباشرة لداعمين الحرب ماذا لو استمرت الحرب لسنتين اخريات؟ هل سنجد جيش سوداني ندمجه في قوات الدعم السريع؟ بدلاً من دمجهم جميعاً في جيش مهني واحد؟ نحن أمام حقيقة يجب تقبلها فإنه حال استمرار الحرب يعني إنهاء الجيش بدلاً من إصلاحه وهيكلته والاعتماد عليه كأساس لبناء جيش مهني وقوي جديد.
يجب أن يعلو صوت وقف الحرب ومعالجة الأزمة السودانية على جميع أصوات البلابسة والكيزان، وتكون حرب ١٥ أبريل اخر الحروب السودانية تطوي فيها مآسي السودانيين من نظام 56 المهلك والظالم للشعب السوداني والمشرد والقاتل، ونتجه جميعاً لبناء وطن بأسس عادلة وديمقراطية يعامل فيه السودانيين على أساس المواطنة المتساوية وليس على أساس الجغرافيا والعرق واللون.