إعلان نيروبي خطوة في اتجاه السلام

 نجم الدين دريسة يكتب.. إعلان نيروبي خطوة في اتجاه السلام

إعلان نيروبي بين الدكتور حمدوك رئيس تقدم رئيس وزراء حكومة الثورة والاستاذ عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان والذي تم توقيعه بالعاصمة الكينية بحضور رئيس الوزراء الكيني وليام روتو.. هو اختراق جديد لصالح السلام في ذات الوقت التي ظلت فيه قيادات الجيش المختطف تمضي في اتجاه اضرام نيران الحرب رغم الهزائم المتلاحقة التي منيت بها في كل المحاور حيث ان تصريحاتهم تظهر بوضوح انهم مستعدين للمضي بعيدا في هذه الحرب التي اسموها حرب الكرامة والحرب والمقدسة وغيرها من الاسماء التي تحمل دلالات ربما لا تستجيب لنداءات التفاوض لوقفها وتحقيق السلام علي غرار الخطاب والنهج الذي يدعو له قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو على عكس قائد الجيش الراضخ لقيادات الاخوان المسلمين التي يمكن ان تدخل البلاد في حرب اهلية لا تبقي ولا تذر لأنها وجدت في هذه الحرب التي أشعلتها في 15 أبريل بالمدينة الرياضية فرصة للانتقام من ثورة ديسمبر المجيدة وقوات الدعم السريع التي انحازت لها وتموضعت في اتجاه التغيير المفضي الي تحقيق دولة المواطنة.

اللقاء يمثل خطوة في اتجاه البحث عن حلول للازمة السياسية خاصة وان احد اطراف التوقيع هو رئيس لتنسيقية القوي الديمقراطية والمدنية تقدم والذي وقع بدوره اتفاقا مع قائد  قوات الدعم السريع احد طرفي النزاع حيث تم توقيعه الاعلان السياسي ويعد جهد مقدر في اتجاه إنهاء الحرب وهذا الموقف يؤكد ان قوات الدعم السريع ظلت تعمل لوقف الحرب وعلي اهبة الاستعداد للعودة للمفاوضات لوقف العدائيات وتجسير الطريق نحو العملية السياسية وموقفها في ذلك ليس تكتيكي بل موقف ثابت اكدته كل الخطابات والمواقف والتصريحات الصادرة عن قيادة السريع في ايقاف الحرب والمضي نحو الحل السياسي التفاوضي وهو الخط الذي يتسق مع موقف المجتمع الدولي تؤيده الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والوساطة الأمريكية السعودية واعلان اديس ابابا اتفاق (حميدتي…حمدوك) واعلان نيروبي الاخير وكلها تدعو لوقف الحرب وتحقيق السلام.

مبادئ واهداف إعلان نيروبي تتسق إلي حد كبير مع الاهداف العامة لثورتي ديسمبر وابريل واهداف التغيير في بناء المشروع المدني الديمقراطي العريض القائم علي العودة الي منصة تأسيس جديدة قوامها بناء دولة ديمقراطية فدرالية موحدة تقف علي مسافة واحدة الاديان والثقافات والاعراق وتدير التنوع والاختلاف بلا تمييز وان تكون المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات الدستورية… والعمل علي اشراك كل المجتمعات السودانية في عملية التأسيس الشاملة وإعادة بناء المؤسسات المدنية والعسكرية بما يحقق العدالة وفقا للكفاءة والمعايير الديمغرافية والعمل علي معالجة آثار الحرب وتحقيق العدالة الانتقالية وإنصاف ضحايا الظلم والتهميش والعنصرية وخطاب الكراهية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى