كرستين شمس تكتب.. لماذا لا يريد هؤلاء إيقاف الحرب؟
لا يكاد يلمح دعاة الحرب نافخي الكير بارقة أمل تبشر بوقف نزيف الدم أو تلميحات للعودة لطاولة تفاوض تُنهي الحرب حتي يجن جنونهم وتزداد شراستهم ويكثر مكرهم وينتشر خبثهم، هنا لا أقصد (كيزان) الصف الأول عُشاق المناصب والمحاصصات والذين يؤمنون بأن استمرار الحرب ليس في مصلحتهم لذا انخرطوا في تهيئة أوضاعهم السياسية وصُنع أجسامهم الهلامية عسى أن تشملهم أي تسوية سياسية قادمة؛ بل قصدت صنفين من (الكيزان) وهم الأخطر على الإطلاق أولهم (العدميون) من لا يوجد لديهم شئ يخسرونه هؤلاء يعني لهم وقف الحرب المحاسبة وحبال المشانق والعودة إلى غياهب السجون وعلى أحسن تقدير التسليم للعدالة الدولية التي رصدت مقابل تسليمهم الجوائز.
الصنف الآخر من (الكيزان) هم المنتفعون من استمرارية نزيف الدماء ودمار البلاد وهلاك العباد من نشطت تجارتهم وتضخمت أرصدتهم البنكية وانتعشت استثماراتهم الخارجية ومهندسي صفقات السلاح والمضاربين بالعملات وموردي العتاد العسكري وبائعي الإغاثات وأبواق الإعلام (الهِتيفة) بالأجر.
كل هؤلاء تعني لهم (لا للحرب) وقف الحال وسوء المآل وحقن الدماء يعني عودتهم إلى الظل وأن تتقطع بهم الأسباب لذا تجدهم يدافعون عن الحرب كالمدافع عن حياته ولن يوفروا جهداً في عرقلة أي جهود سلام تلوح في الأفق وسيفعلون كل شئ ودون سقف من شأنه إطالة أمد الحرب. ليس هذا استعراضاً تعريفي لثالوث الشر الذي يُفشل أي عودة للمنابر التفاوضية، بل هي انقسامات حقيقية تعصف (بالكيزان) من الداخل جعلت قلوبهم شتي وكلٍ منهم يبكي على ليلاه بينما تتكدس جماجم الضحايا حولهم.
ما لله:
ما الذي يُضير أحمد هارون المطلوب والمُلاحق دولياً من استمرارية الحرب فالرجل يلاحق حلمه في (الحسم العسكري) بدلاً من تُلاحقه العدالة ويُمني نفسه بالتحصين، بل والعودة إلى منصبه كسفاح سابق فلماذا إذاً تتوقف الحرب؟
ما لقيصر:
كل هذه الانقسامات والمتاريس أمام وقف الحرب تحدث في ظل قائد مصاب بمتلازمة (أم التيمان) فهي تُرضع من يبكي أكثر.