الطب الشرعي يكشف معلومات صادمة عن مقتل المحامي صلاح على يد أفراد من الجيش والأمن
وقال حزب المؤتمر السوداني في بيان صحفي، إنه تم نبش القبر بواسطة وكيل النيابة والطبيب الشرعي الذي تم إحضاره من مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض، وحضور ضباط من الأمن والجيش، وأضاف البيان: عندئذ وجد رأسه مفتوحًا حيث يظهر أنه تعرض للضرب بآلة صلبة وحادة نتج عنها فُرجة في الرأس، وعلى إثر ذلك جاء قرار الطبيب الشرعي أن الوفاة حدثت نتيجة تعرض القتيل للتعذيب.
“ضباط الأمن والجيش بمختلف شعبهم استدعوا شقيقه، حيث أخبروه أن الفقيد صلاح تعرض للسع من عقرب وبعض الحشرات بالفصل المحتجز به ما أدى إلى وفاته”.
وتعيد مأساة المحامي صلاح الدين الطيب إلى الأذهان جريمة مقتل الطبيب علي فضل أول ضحايا النظام السابق، والذي أصيب بآلة حادة “مسمار في الرأس”، أثناء التعذيب تسببت في وفاته في بدايات تسعينات القرن المنصرم وأشارت أًصابع الاتهام وقتها لتورط د. نافع علي نافع مدير جهاز الأمن وقتها، بينما أكد المعلومة وزير الشباب والرياضة إبراهيم نايل إيدام ونائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي ابراهيم السنوسي في إحدى جلسات محاكمة مدبري انقلاب الثلاثين من يونيو 1989م.
وقال بيان حزب المؤتمر السوداني أن جثمان الفقيد صلاح الدين الطيب وري الثري في موكب مهيب تدافع إليه الصغير قبل الكبير بالمنطقة، وخيم الحزن على أهل المنطقة بأثرها.
وذكر البيان بداية أنه تم اعتقال الفقيد صلاح الدين من منزله معصوب العينين ومقيد اليدين كما تم إلجامه بقطعة قماش من فمه، ورميه في عربة بوكس، أمام أسرته بصورة مهينة مما جعلهم يصابون بالهلع الشديد، وذلك عقب استقباله لهم في ديوان منزله بصورة جيدة، وقال البيان عقب ذلك تم اقتياده رفقة آخرين (نشطاء في العمل الطوعي والخدمي بالمنطقة) إلى المدرسة الثانوية بالعزازي، التي قال إنه تم تحويلها إلى بيت أشباح، وتم توزيعهم على الفصول التي تم تحويلها إلى زنازين.
وأوضح البيان أنه عقب اعتقاله بادر أهله ومعارفه بالذهاب إلى الضابط المسؤول وسؤاله عن حال الفقيد وأسباب اعتقاله، حيث أشار إليهم بأنه فرَّ هاربا ليلة اعتقاله وأنهم لا يعلمون عنه شيئا. وأشار البيان إلى أن الضابط الذي قام باعتقال الفقيد صلاح شخص معروف ومن أبناء المنطقة.
وأبان بيان حزب المؤتمر السوداني بأنه بعد 12 يومًا تم إطلاق سراح أحد النشطاء المعتقلين لدى الاستخبارات العسكرية، والذي كان في حالة يرثي لها جراء تعرضه لصنوف من التعذيب المستمر من صعق بالكهرباء وتقليم للأظافر واستخدام ما وصفه بالعديد من الأساليب المحرمة أخلاقيًا ودينيًا ودوليًا.
ونقل البيان أن الناشط أسرَّ عقب إطلاق سراحه بأيام إلى مقربين منه أنه شاهد الفقيد صبيحة اعتقالهم عند بزوغ الشمس وهو ملقي على الأرض مضرج بالدماء وفي حالة من الإغماء التام. واوضح البيان بعد ذلك تواصل الضغط من الأهل والأصدقاء بالمنطقة على المسؤولين في الاستخبارات العسكرية بالإفراج أو الإفصاح عن مكان الفقيد الذين ظلوا يرددون أنه لاذ بالفرار وأنهم لا يعلمون عنه شيئا.
ونوه إلى أنه في صبيحة التاسع من مايو الجاري اجتمع جميع ضباط الأمن والجيش بمختلف شعبهم وقاموا باستدعاء شقيقه، حيث أخبروه أن الفقيد صلاح تعرض للسع من عقرب وبعض الحشرات بالفصل المحتجز به ما أدى إلى وفاته وأن الذين كانوا يحتجزونه أخطأوا حيث قاموا بدفنه في العراء.
غير أنه بنبش القبر بواسطة وكيل النيابة والطبيب الشرعي وجد رأسه مفتوحًا لتعرضه للضرب بآلة صلبة وحادة نتج عنها فُرجة في الرأس، وعلى إثر ذلك جاء قرار الطبيب الشرعي أن الوفاة حدثت نتيجة تعرض الشهيد الى التعذيب.
وجدد حزب المؤتمر السوداني بولاية الجزيرة، بأن لن يغمض لهم جفن حتى تتم محاسبة مرتكبي هذا الجرم، وتعهد باتخاذ كآفة الوسائل القانونية لتقديم الجناة للعدالة، والعمل على محاسبة كل مرتكبي الجرائم والانتهاكات وتقديمهم للعدالة حتي ترد الحقوق الى أصحابها ويأخذ كل ذي حق حقه. كما أكد على العمل بتمليك جميع المعلومات والحقائق للرأي العام أولًا بأول.