الانتصارات العسكرية المفعمة بالأمل في بناء وطن جديد وسودان عريض
نجم الدين دريسة يكتب.. الانتصارات العسكرية المفعمة بالأمل في بناء وطن جديد وسودان عريض
كان الأشاوس كالعهد بهم في الموعد تماما حيث ظلت الانتصارات ماركة مسجلة باسم هؤلاء الابطال الذين ما خاضوا معركة إلا وكانت هزائم مليشيات جيش الفلول المختطف حاضرة وشاخصة.. قوات الدعم السريع ظلت تتفوق في كل المعارك استطاعت بقوة واقتدار ان تنهي اسطورة اسمها الجيش السوداني الذي لم يكن في حقيقته إلا أكبر مليشيا في افريقيا خلفها المستعمر..
كما كانت شيكان مقبرة الغزاة الطامعين التي استطاعت فيها قوات التحرر الوطني أن تحقق انتصارات عظيمة خلدها التاريخ علي ذات الطريقة تمكنت قواتنا الباسلة ان تسحق متحركات الفلول في كل محاور كردفان والفاو حيث كبدتهم خسائر جسيمة في الارواح والانفس والمعدات والعتاد العسكري لتضاف إلي سلسة الانتصارات العسكرية الكبيرة والعظيمة لقوات الدعم السريع التي اخذت زمام المبادرة في كل المحاور رغم ان الحرب فرضت عليها فأجبرت علي خوضها بجسارة واقدام مدهش وظلت الهزائم تلاحق الجيش الذي ظل يعاني من حالة إحباط بسبب ارتفاع معدلات الهزائم والفرار والانشقاقات وينهار تماما في المقاومة ضد قوات التحرر الوطني قوات الدعم السريع في معظم أنحاء البلاد .. عام ونيف والاشاوس هم أصحاب اليد العليا والطولي في المشهد العسكري ومع كل ذلك اظهروا حالة من الانضباط الرفيع والحفاظ علي قيم واخلاق الحرب لا سيما في تعاملهم مع اسري الحرب والمدنيين حيث ظلت التعامل يراعي كل الاعراف والقوانين الدولية في التعامل مع الاسري ..في الوقت الذي رأينا فيه كيف أن مليشيات الجيش المختطف تنتهك والحقوق وتمارس ابشع أنواع الجرائم والفظائع الوحشية التي لم تحدث في كوكب الأرض من ذبح واكل الاكباد والاحشاء علاوة علي القصف المستمر واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين العزل وتدمير البني التحية والتصفيات الجسدية علي اساس الهوية.
ماذا تبقت من مليشيات جيش الفلول بعد كل هذا الخسائر والهزائم النكراء والهروب والفرار وتولي الادبار ووقوع القتلى والاسري والعدة والعتاد… ماذا تبقت لهذه المليشيا التي ظلت عقبة أمام خيارات الشعوب السودانية في الحكم.. قاتلة الشعوب وسافكة دماء المواطنين وسارقة الثروات والثورات.. ماذا تبقي لهذه المليشيا كي يتمشدق قائدها البائس التوهان برهان بألا وقف للعدائيات ولا حوار وتراجع إلا بهزيمة قوات الدعم السريع يصرح في الفرقة الخامسة والهزائم تلاحقه شرقا وغربا.. تصريحات لا يمكن قراءتها في إطار ان الرجل ينطلق من ذات العقلية التي تعمل لخدمة أجندة الدولة النخبوية والتي تهدف الي القضاء على كيانات اجتماعية واثنية ومناطقية بعينها وهي ذات العناصر التي ظلت تتآكل وتتقاتل في الهوامش لصالح الدولة المركزية الطفيلية القابضة.. اختلفت امكنة النزاع، ولكن ظلت العناصر حاضرة في مخيلتهم تعكس الصورة الزائفة للقمع وتدوير عجلة الموت.
ولكن مهما طال ليل الحرب سيطل فجر السلام كما ظل يردد القائد المفدى الرائد الذي يكذب اهله (سننتصر لضحايا الفقر والتهميش والظلم في كل مكان من السودان في الشرق والجزيرة والنيل الأزرق وكردفان وشمال السودان ودارفور)
وهذه اللغة المفعمة بالأمل جعلت كل الانتصارات ممكنة وستمضي نحو تحقيق بناء وتأسيس مشروع مدني قومي وحدوي فدرالي.