رفع (المعانا) من الناس !!
صباح محمد الحسن تكتب.. رفع (المعانا) من الناس !!
طيف أول:
هذا الشعب الذي لو
قدر له أن يكتب تاريخه بدمه
لظل شامخاً وباذخاً وسيداً لكل الشعوب
هذا الوطن أكثر ما جلب له العار حكامه الذين كلما حاولوا أن يلغوا به في هوة السقوط… سقطوا!!
وتستمر مأساة سكان منطقة أمبدة الذين أصبحوا يموتون بسبب الجوع ونقص الدواء، فبعد وفاة ثلاثة بينهم طفل، والتي أعلنت عنها غرفة طواري أمبدة قبل أيام، وأعلنت معها توقفها بسبب نقص الإمداد يواجه الآن عدد من السكان هناك خطر المجاعة حسب المتحدث من المنطقة الذي خرج منها بالأمس لتبليغ نداء الاستغاثة، والذي أكد أن أربعة أشخاص ماتوا خلال هذا الأسبوع بسبب نقص الغذاء وأن المنطقة يقطع منها خط المساعدات الإنسانية تماما وكذلك شبكة الاتصال بقصد باعتبارها تقع تحت سيطرة الدعم السريع
وفي ذات الوقت وتزامنا مع موت المواطنين بأمبده يقوم ممثل المدير التنفيذي لمحلية أمدرمان عبد الله أبكر بتوزيع المساعدات الإنسانية على مواطني أبي سعد الواقعة تحت سيطرة الجيش
المساعدات التي قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع منظمة الاغتنام للتنمية، والتي يستهدف فيها المركز كل مواطن في ولاية الخرطوم يعيش تحت وطأة الحرب
ويقول ممثل المحلية في مخاطبته للأهالي إن منطقة أبي سعد يستحقون الدعم لصبرهم ووجودهم تحت الحصار لشهور وهو ذات الظرف الذي يعانيه الذين يسكنون أمبدة.
ويجب أن تعلن الحكومة السودانية صراحة أنها توزع الإغاثة تحت شعار (رفع المعانا من الناس) بدلا عن رفع المعاناة من الناس!!
وليعلم مركز الملك سلمان أن الإغاثة التي يرسلها إلى كافة الشعب السوداني تذهب فقط لمناطق سيطرة الجيش، ويحرم منها المواطن في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع حتى يختار المركز طرقا أخرى لتوصيل المساعدات بأمانة ولتقديرات إنسانية، وليست سياسية حتى تشمل كافة المواطنين الذين يعيشون في مناطق الحرب بعيدا عن التقسيم الجغرافي حسب خارطة السيطرة
فممثل محلية أمدرمان يحدثنا عن الذي يستحق ويسكت عن معاناة من يراه لا يستحق، وهذا يتنافى مع القيم الإنسانية، فليس من الممكن أن يعاني السكان في أمبدة من الحرب، ومن الدعم السريع، ومن قصف الجيش، وتصل المساعدات لغيرهم، ولا تصلهم وهم في محلية واحدة!!
والإغاثة ليست منحة حكومية تدفعها الدولة من خزينتها، ولم تتبرع بها مالية جبريل ولا المؤسسة العسكرية، حتى يستحقها مواطنو أبي سعد، ويحرم منها المواطن في أمبدة.
فالمواطن ما ذنبه أن فرط الجيش في حماية مناطق بعينها ما ذنبه، حتى يعاني اعتداءات قوات الدعم وعلى عليه وعلى منازله وسرقة أملاكه.
وما ذنب أهل أمبدة الذين استيقظوا ووجدوا الدعم السريع يسيطر على الأحياء بين ليلة وضحاها أم أن الحرب في عامها الثاني هي ليست ضد الدعم السريع يشهر فيها السلاح، ويمارس فيها الانتقام الدموي ضد المواطن!!
ومن هنا نناشد كافة المراكز المنظمات الإنسانية بما فيها مركز الملك سلمان أن تتكفل بتوزيع الإغاثات، وأن تتعامل مع الطرفين لتوزيعها فلا يمكن أن ينتظر المواطن عاما كاملا وجيشه لم يخلصه من الذين اعتدوا عليه، وفي ذات الوقت يقصفه بالطيران؛ ومن ثم يمنعه من المساعدات الإنسانية التي يستحقها فما يحرم منه المواطن في هذه المناطق لم تحرم منه قوات الدعم السريع نفسها التي تتمتع بكافة مقومات الحياة أحيانا تقدم للمواطن صدقاتها؛ مما تملكه وتارة أخرى تهجم عليه لتسرق ما يملكه!!
طيف أخير:
حرب البقاء والسيطرة على المدن تحصد الأرواح في شمال كردفان، وما زالت مظاهر التباهي بالعمل الإجرامي تزداد يوما بعد يوم في حربهم الخاسرة
الجريدة