Site icon صحيفة الصيحة

لا تعليم في وضع أليم!!

أشرف عبد العزيز

أشرف عبد العزيز يكتب.. لا تعليم في وضع أليم!!

في محاولة يائسة لإثبات حكومة الأمر الواقع بأن المدن الآمنة يسودها الاستقرار قررت ولايات البحر الأحمر وكسلا ونهر النيل استئناف الدراسة .. وتدرك السلطات في هذه الولايات أن المدراس أصبحت دوراً للإيواء واحتضنت بين فصولها آنات النازحين والفارين من جحيم الحرب الذين لم تقدم لهم الحكومة شيئاً وتركتهم يعيشون في أوضاع مأساوية لا تحتاج سبر أغوار لاكتشافها.
وكعادتها تداوي الحكومة عجزها بمزيد من الجراح والتنكيل بالضعفاء اللذين لم تعد لهم جهة غير الله يتضرعون إليها بسبب ما حاق بهم من ظلم ، ويجسد ذلك (فيديو) انتشر بوسائل التواصل الاجتماعي كشفت فيه مواطنة (مريضة) كيف تجرأ أفراد الأمن بإقتحام المدرسة التي يقيمون فيها ، وتقطع صوتها معبراً عن الآلام التي لاحقتها طوال رحلتها من الخرطوم حتى عطبرة وقالت إن أفراد الأمن لم يحترموا حتى خلوتها ودخلوا عليها وطلبوا منها والنازحين الآخرين إخلاء المدرسة لينتقلوا للعراء ويلتحفوا السماء ونباح الكلاب تقلق مضاجعهم و(ستارة) فقط هي التي (تسترهم) لقضاء حاجتهم ، وليت السلطات في ولاية نهر النيل وقفت عند هذا الحد بل سارعت لإخلاء مبني آخر يتبع لجامعة وادي النيل خصصت للمعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
هذه الممارسات ليست قاصرة على ولاية النهر النيل وحدها وإنما ممتدة وشملت ولايتي البحر الأحمر وكسلا.
والمدهش أن الحكومة تعلن عن استئناف الدراسة في الولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش وهي لم تمنح المعلمين رواتبهم على قلتها منذ ستة أشهر ، وما زالت في محطة التسجيل لإمتحان الشهادة السودانية ، والسؤال الذي يطرح نفسه ألم ينظر الولاة الذين قاموا بطرد النازحين المتأثرين بالحرب بأن لهم أبناء من حقهم أن يتعلموا مثلهم مثل الذين سيعودون للدراسة في ذات المدارس التي طردوا منها ؟ وماذا عن بقية النازحين واللاجئين هل يصبحون فاقداً تربوياً بأمر طرفي النزاع؟.
أي حكومة هذه تصر على فتح المدارس وترفض إيصال المساعدات الإنسانية لأطفال معسكر زمزم في ولاية شمال دارفور ويموت أحدهم في كل ساعة بسبب سوء التغذية (الجوع)، وأي تعليم يقوم على الظلم بطرد أطفال من المدارس ليخلوها لآخرين ليتعلموا دون توفير بدائل للمطرودين وتركهم هائمين في الطرقات ..يظل الحل في وقف هذه الحرب اللعينة التي في كل يوم تكشف مدى تضرر المواطنين منها ..!!
نقلا عن صحيفة الجريدة
Exit mobile version