نوبات هلع ولاة الولايات
كرستين شمس تكتب..نوبات هلع ولاة الولايات
ما وصل إليه حال الحكومات الإدارية في الولايات التي لم تطالها الحرب يشي بحالة من الهلع والتخبط الإداري وفقدان البوصلة، فالمتأسلمون الذين أشعلوا الحرب ودعموا استمراريتها مرتعبين منها وهي تتدحرج نحوهم ككرة اللهب، فسارعوا إلى فرض واقع مزيف بالاستقرار واستئناف الدراسة وفتح المدارس كما لو أن الحياة عادت إلى طبيعتها وهو إدعاء كاذب لا يِمت للواقع بِصلة، فالمدارس ودور الإيواء ممتلئة حد التخمة بالنازحين الفارين من جحيم الحرب لكن كان لابد من حيل خبيثة لطرد النازحين وإعادتهم قسرياً لمناطق النزاع التي فرو منها طلباً للنجاة، فانخرط ولاة الولايات في منافسة شرسة للفوز بلقب (الوالي الأكثر جنوناً ) فمنع والي القضارف تجوال النازحين الإّ باوراق ثبوتية ومنع الأشغال الهامشية بحجة (استخبارات العدو) وأمر باعتقال (المجانين) في السوق بنفس الحُجة ومنع والي كسلا (حافلة ركاب) تقل نازحين من دخول الولاية بمبرر أن (كسلا) إمتلأت ولم تعد تحتمل نازحين جُدد، وغُرموا نازحي مدينة بورتسودان، واعتقلوا لعملهم في السوق كـ (فِريشة)، وتم ترحيلهم إلى ثكنات لا تحتوي على أية خدمات. أما والي نهر النيل فاستطاع الفوز بالمركز الأول في سباق العُته هذا حين قرر (نظافة) المدارس من النازحين على حد تعبيره استعداداً لاستئناف الدراسة فاتجه إلى مضايقة النازحين ومداهمتهم ووصل الأمر للاعتقالات التعسفية والحبس بتهمة (مقاومة أمر إخلاء) وإجبارهم على التشرد والإقامة بالشوارع العامة.
ما لله
لعلها نست سلطة الأمر الواقع او تناست أنها حكومة نزوح برعاية قائدها العام ولكنهم المتأسلمين أينما وجدوا براحاً افسدو في الأرض.
ما لقيصر
قد لم تصل الحرب بعد إلى بعض الولايات، لكن وصلتها يد سلطة أعداء الإنسان فلم تعد صالحة للعيش.