دكتور الساير يكتب.. الشيخ موسى هلال .. الأهل مثل الأرض الأصيلة ستلفظ كل نبات لن تمتد جذوره إلى أعماقها
تختلف كلمة الخيانة بحسب أحداثها وشخوصها وأماكنها لكنها تتفق على أمر واحد أن الخائن يبيع قيمته كإنسان من أجل مقابل ما، وفي أغلب الأحوال ما يبيعه الخائن إما شرف أو ذمة أو دين أو وطن أو مجتمع!.
حرب ١٥ ابريل ازاحت الاقنعة وكشفت مالم نكن نتوقعه يوما ما، ان من يعيشون بيننا ويترنمون بالانتماء والوطنية والقيم الانسانية والاخلاقية ويتدثرون بعباءة الدين وانهم قيادات اهلية ويتدثرون بثياب القومية بكل اسف يتغلل في جيناتهم مرض الخيانة الخطير ف شيخ موسى هلال كنا نظنه من اصحاب الحكمة والراي في دارفور و كنا نظنه من الذين يلجأون اليهم في اوقات الازمات او من الذين ياتون بالمبادرات في ظروف الحروب والصراعات ، المبادرات التي تدعو الى السلام وايقاف شلالات الدماء والدموع كنا نظنه من الذين يتالمون لما حدث في السودان و ما يعانية انسان السودان من افرازات الحرب العبثية التي اشعلوها عناصر النظام السابق ولكن بكل اسف خان كل شيء حتى مبادئه ، خان اهله في دارفور عموما عندما يقصفون بالطيران ليلًا وهم نيام بطريقة مقصودة لان ظل الطيران في دارفور يقصف الاحياء السكنية والقرى والفرقان دون غيرها، لم تسلم حتى الحيوانات من القصف اخرها ما حصل في مليط الذي راح ضحيته استشهاد 7 مواطنين ونفوق اكثر من 400 من الابل ، هلال لم يكتفي بخيانة البعيدين فقط هلال خان حتى شباب ابناء مجلس الصحوة الذين كانوا يومًا ما دروع لحمايته وسيوف يدافعون عنه ، هلال خان اهل دارفور عندما منع إنسان دارفور من المساعدات الانسانية ولم يتحدث في حين انه احد قيادات دارفور وله مكانته وصوته مسموع ، والصمت في مثل هذه الظروف خيانة عظمى ، واخيرا خان اهل دارفور عندما وقف مع من يقتلهم بالطيران و يقتلهم على اساس قبلي وجهوي.
فالتاريخ لم يرحم يا هلال عاجلًا آم أجلا ستنتهي الحروب وتبقى المواقف وهذا الموقف لم يشبهك أبدا ويجب عليك ان لا تبصق على تاريخك.
ــــ لا يمكن أن تثق بخائن باع مجتمعه ومبادئه فمن باع مجتمع بأكمله سيبيعك بمنتهى السهولة حين تحين الفرصة!
ـــ حتى أولئك الأشخاص الذين اغروك بالأموال ومظاهر الثراء يعلمون يقينا أنك لا تستحق ثقتهم، هم يجعلونك فقط كالطعم في المصيدة يحققون من خلالك هدفا في مخططاتهم التي يسعون من خلالها الى اشعال الحرب في دارفور واشعال نار الفتنة بين قبيلة الرزيقات، وحين تنتهي مصلحتهم منك يرمونك والمصيدة في أقرب مزبلة للتاريخ كما فعلوا معك ذلك سابقًا!
فهلال صرح وأعلن موقفه الداعم لقتلة اهله وماشيتهم بالطيران فبدل ان يختار نصرة المظلوم وقف مع الظالم وبدل ان يقف ضد القاتل وقف ضد المقتول ويا لسوء الاختيار.
في اللحظات الحرجة التي يحتاج فيها الوطن إلى وقفة أبنائه، ستجد البعض صامتين، ستخمد تغريداتهم ومقاطع “سناباتهم” وكأن على رؤوسهم الطير، رغم أن الصمت في أوقات الأزمات خيانة للوطن، لا يشاركون لأن مصالحهم الشخصية المتفق عليها مع الطرف الآخر ستتعارض لو فعلوا، يبيعون مجتمعاتهم ومبادئهم وكأنهم يبيعون قطعة علك على قارعة الطريق متناسين أن المجتمع في النهاية مثل الأرض الأصيلة سيلفظ كل نبات لن تمتد جذوره إلى أعماقه!
بموقفك هذا سيلفظك اهلك وان كان بالفعل تم لفظك من خلال البيانات التي تصدر تباعًا من كل ولايات دارفور رفضا لموقفك الذي اخترت من خلاله وقوفك بجانب قاتلهم، فعد الى رشدك وحكمتك ولا تكون سببًا في اشعال فتنة بين القبيلة ولا تكن شرارة لإحراق دارفور ثانيًا وتذكر ان التاريخ لا يرحم.
بدل ان تكون سببا في احراق وطنك كن داعيًا للسلام ومطفئاً لنار الفتنة في الاقليم التي يخطط لها الفلول ويريدون ان تكون الاداة التي تنفذ مخططاتهم.
ـــ يقول غازي القصيبي (الوطن رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء والدفء والإحساس بالكرامة).
رغيف الخبز اليابس الذي تأكله بكرامتك وبين أهلك وفوق ثرى وطنك ولو كنت تسمع صوت تكسره بين أسنانك، أشرف لك من مائدة فاخرة تجلس باحتقار على طرفها وكل لقمة فيها مغموسة بالمهانة والذل، لأنك تعلم يقينا أنه وإن كان سقف بيتك مشيدا من ذهب فأنت في النهاية مجرد سلعة تم شراؤها وسيتم بيعها عندما يتم الاستغناء عنها!
ـــ لا شيء يبرر خيانة الوطن والاهل، ولا عذر للخائن في خيانة اهله، حتى من تخون مجتمعك ومبادئك لمصلحتهم، ستجدهم أكثر الناس احتقارا لك وعدم ثقة بك فمن يبيع وطنه واهله سيبيع كل أوطان الأرض!