شاهدت قبل يومين مقطعاً مرئياً وهو جزء من لقاء تلفزيوني أجراه في الأيام الماضية الصحفي ضياء الدين بلال مع الشيوعي صديق يوسف، وقد تحدّث فيه عن مشاركة جيش بلادنا في التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لتطهير أرض اليمن بلد الإيمان والحكمة من سيطرة الجماعة الحوثية الرافضية، وقد جاء الشيوعي صديق يوسف في حديثه بعجائب كثيرة؛ منها مساواته بين أهل اليمن (السنة) و(الحوثيين الشيعة الروافض)، وكما يقرر علماء المسلمين أن “الحكم على الشيء فرع عن تصوره”!! فإذا كان الشيوعي صديق يوسف لا يعرف الفرق بين أهل السنة في اليمن وفي كل مكان والحوثيين، ولا يعرف أحوال أهل اليمن والفوارق بينهم، ولا يعرف أسباب قيام التحالف في “عاصفة الحزم” فمن أين له أن يحكم في الأمر وما هي أدوات التقييم لديه؟! فضلاً عن أن يتحدث ملوحاً بأصبعه من أنهم في الحزب الشيوعي سيجتهدون لخروج بلادنا من هذا التحالف وعودة جيشنا المشارك فيه.
وسأقف مع ما ورد في المقطع المذكور وقفات في حلقات حتى يعلم صديق يوسف ومن نحا نحوه لماذا قام هذا التحالف ولماذا شاركت وتشارك بلادنا فيه، وأبدأ في هذه الحلقة بالتعريف بالجماعة الحوثية فأقول:
إن هذه الجماعة المتمردة والتي عاثت في أرض اليمن فساداً وباتت بهمجية ورعونة ترسل الصواريخ نحو أم القرى مكة المكرمة قبلة المسلمين، ونحو الرياض عاصمة التوحيد، هذه الجماعة كان من مؤسسيها في اليمن حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل عام 2004م فهو من الزارعين الأساسيين للنبتة الحوثية الخبيثة التي رعتها الرافضة الإمامية الإيرانية.
وبإجمال فإني أورد بعض المعلومات في هذا المقال من موقف هذه الجماعة من أفضل رجلين في الإسلام بعد نبيه، إنهما أبا بكر وعمر !! أورد ذلك لنزداد بصيرة ومعرفة، ولنزداد فخراً وشعوراً بالغبطة بمشاركة بلادنا في حرب هؤلاء المنحرفين الضالين وتطهير يمن الإيمان والحكمة من رجسهم، فإن الهالك حسين الحوثي يرى – قبحه الله – أن الخلفاء الراشدين (ويقصد أبا بكر وعثمان) يعتبرون سيئات من سيئات عمر، وأن الأمة تعاني من مخالفتهم لله ولرسوله، وإذا كان هذا موقف شيخ الحوثية من الخلفاء الراشدين فلا نستغرب من موقفهم ممن اتبعوهم بإحسان من أهل السنة والجماعة في كل بلاد المسلمين بدءاً من اليمن الحبيب !!
يقول حسين الحوثي: “حقيقة مهمة: قضية أبي بكر وعمر وإذا كان هناك أي أحد يريد أن يسأل ويستفسر بكامل حريته، نتحدث حول الموضوع، إذا كان لدى أي أحد إشكال في القضية، أو في نفسه ميل قليل إلى أبي بكر وعمر وعثمان يستفسر، القضية لا بد أن يصل الناس فيها إلى موقف. معاوية سيئة من سيئات عمر – في اعتقادي – ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته، كل سيئة في هذه الأمة كل ظلم وقع للأمة وكل معاناة وقعت الأمة فيها المسؤول عنها أبو بكر وعمر وعثمان، عمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها، هو المرتب للعملية كلها فيما يتعلق بأبي بكر”.
ويقول معلقاً على إمامة أبي بكر: “ما زال شرها إلى الآن “يعني بيعة أبي بكر”، وما زلنا نحن المسلمين نعاني من آثارها إلى الآن، هي كانت طامة بشكل عجيب… والأمة كل سنة تهبط نحو الأسفل جيلاً بعد جيل إلى أن وصلت تحت أقدام اليهود، من عهد أبي بكر إلى الآن”.
إن هذا الحقد الفارسي الذي يصب على الفاروق عمر ليس لشيء في الحقيقة، وليس لأنه أول من أعان على بيعة أبي بكر وليس لأنه جعل الأمر بعده في أهل الشورى رضي الله عن الجميع بقدر ما هو حقد على من أطفأ نار المجوس وكسر شوكة الفرس، وهو الفكر والمعتقد الذي يتبناه رافضة فارس.
ويرى حسين الحوثي أن تولي المؤمنين لأبي بكر وعمر مانع من موانع الهداية. وهو بهذا يطعن في كل مسلم، ويعتقد أن جميع الأمة ضال إلا الشيعة فقط، وهذا ما يعتقده الروافض كما هو معلوم.
يقول معلقاً على تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ): هكذا يدفع أولئك الذين يحاولون بأي وسيلة أن يدفعوا الآية عن أن تكون نزلت في الإمام علي عليه السلام…) إلى قوله: (فلهذا قلنا: من في قلبه ذرة من الولاية لأبي بكر وعمر لا يمكن أن يهتدي إلى الطريق التي تجعله فيها من أولئك الذين وصفهم الله بقوله: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
فيا لفظاعة ويا لقبح ما يعتقده الضال شيخ الضلالة حسين الحوثي! أي رجل هذا وأي عدو للدين من يجعل الحوثي مجرد ذرة من ولاء أو حب أو عاطفة له مانعاً للهداية وطريقاً للغواية وسبباً للضلال! إنهما الصديق والفاروق صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن الحقد الرافضي على الصحابة الكرام هو الذي حمل الحوثي على أن يعبئ أتباعه بهذه التعبئة، فبربك أي جيل ينشئه هذا الرافضي وأي شباب نأمله من وراء هذه التربية المنحرفة والفكر الشاذ والمنطق العقيم والنظر الرمد، والبصيرة العمياء التي يربي عليها الحوثي أنصاره وشبابه بأن الصحابة الكرام من كانوا سبباً في قمع الكفر والزيغ إن واليتهم ولو بمثقال ذرة من الولاء القلبي فإنك تحرم من الهداية!
ويقول متهكماً: “لأنهم “يعني أهل السنة” عندما صرفوا هذه الآية عن الإمام علي عليه السلام ليلبسوها أبا بكر، وأبو بكر لا تتلبس عليه، كبيرة عليه، وسيعة عليه، أكمامها طويلة عليه، تغطيه حتى لا ترى أبا بكر بكله داخلها، عندما صرفوها إلى ذلك عموا عن الحل، أليست طامة؟ هذه طامة”.
ويصف من يوالي أبا بكر وعمر بمخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويصف من يواليهم بالخبث ، فيقول: “إذا لم تدعه هو “يعني الرسول صلى الله عليه وسلم” فستصبح تلقائياً في جانب الشر وفي جانب الخبث، فتصبح خبيثاً، إذاً فلتأت إلى الآخرين “أبي بكر وعمر”، بل الكل من الصحابة أنفسهم ليس لأحد هذا المقام “يعني مقام الولاء لهم” .
فمتى كان ولاء من رضي الله عنهم ورضوا عنه خبثاً وشراً! ويقول في عمر رضي الله عنه: “له أهداف أخرى آمال أخرى، هو لا يهمه أمر الأمة تضل أو لا تضل فيحول بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين كتابة هذا الكتاب… ألم يكشف لنا هنا نفسية عمر أنه إنسان لا يهمه أمر الأمة، أنه إنسان لا يتألم فيما إذا ضلت الأمة، إنه إنسان يحول دون كتابة كلام يحول دون ضلال الأمة، هل هذا إنسان يهمه في أعماق نفسه أمر الأمة وأمر الدين؟ لا. إذاً فهذه النوعية هي التي لا تصلح إطلاقاً أن تحمل لها ذرة ولاء… فعمر وكل من في فلكه ليسوا أمناء على الأمة، ولا يمكن أن يكونوا هم الأعلام الذين تقتدي بهم الأمة، ولا يمكن أن يؤيد الإسلام ولا كتابه ولا رسوله أن تلتف الأمة حول عمر ويكون علماً كما يصنع الآخرون”.
ويرى حسين بدر الدين أن مجتمع الصحابة كانت له عثرات كبيرة طفحت بالتبرير لها كتب المفسرين كانت آثارها باقية إلى اليوم.
وكلام وقدح وطعن وسب وعيب وشتم شيخ الحوثية وما يعتقده أتباعه الحوثيون في ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان وفي أم المؤمنين عائشة وفي بقية الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين موثّق منشور كذلك، وقد لا تكون هناك حاجة لنشره، والمقصود تعريف الشيوعي صديق يوسف ومن كان في حكمه ممن يساوي بين أهل اليمن فيجعل سنيهم وحوثيهم في مقام واحد، ولا يعرف الفرق بين أهل السنة والروافض، وهذا الموجز في نفس الوقت هو شكر لجيش بلادنا العظيم بهذه المشاركة في تطهير بلاد اليمن الشقيق من شر الحوثية الروافض، وفي ذلك أيضاً إفادة لجنودنا المقاتلين وتهنئتهم بعملهم الصالح ، ومشاركتهم الميمونة، ردّهم الله سالمين وأسكت أفواه المشوّشين المشنشنين.