علي أحمد يكتب.. آن للشرق أن يختار بين العبودية والحرية (1-2)
من بؤرة النتانة والعنصرية (إذاعة أم درمان) خرج إلينا اللواء أمن (كوز) بدر الدين عبد الحكم، وهو لمن لا يعرفه أحد كبار الكذابين والمهرجين والعنصريين، رامياً كل ما في جوفه من قذارة وعفن وعنصرية مقيته على بعض القبائل في شرق السودان وغربه، واصفاً إياههم بالأجانب واللاجئين، وهكذا نزع الهوية السودانية عن (حميدتي) واصفا إياه بالتشادي، وأيضاً عن أحد كبار المسؤولين في حزبه المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية، حيث وصف (أخوه) إبراهيم محمود (رئيس المؤتمر الوطني المكلف) حالياً، ووزير الداخلية خلال فترة حكمهم، بأنه أجنبي، والكراهية والعنصرية لا حدود لها!.
ما لنا بهم فليتناحروا بعضهم بعضاً، وإنما ذكرنا حالة إبراهيم محمود للإستدلال على مدى عنصرية الكيزان التي يتربوا عليها كتعاليم مقدسة، وان هذا البلد ملكهم وحدهم لا شريك لهم فيه، وان أساسه ومركز ثقله هي شندي والمتمة، قبل أن يتضاءل ويتبعثر إلى أحجار غير كريمة بنوا عليهم بنياهم الهزيل، آن له ينهار الآن قبل أن لا يكون هناك آن.
وعنصرية الكيزان معروفة وشائعة تحدث بها ألسنتهم في أول اختلاف يرون فيه تهديد لدولة مثلثهم ونيلهم وبحرهم المتوهم، فقد وصفوا من قبل أبناء دارفور في حركتهم بالعنصرية والكراهية، فخرج عليهم داؤد يحي بولاد فقتلوه ومثلوا بجثمانه، ثم خرج خليل إبراهيم فرصدوه وقتلوه بطريقة غادرة، ثم أراد كرتي وصبية البرهان أن يغدروا بحميدتي و(حدث ما حدث) وأدخلوا البلاد في حربٍ لا هوادة فيها.
اللواء النكرة هذا، صرخ في الإذاعة التي تُسمى مجازاً قومية وما هي كذلك ولم تكن يوماً في عهدهم كذلك، واصفاً قبائل كبيرة بأكملها باللاجئين والأجانب، ولم يكتف بذلك بل حرض عليهم وهدّدهم بنزع الهوية السودانية عنهم، وهذا حدث جهاراً نهاراً وعياناً بياناً وبُث في وسيلة إعلام قومية تمتلكها الدولة، وبالتالي فإنّ هذا هو خطاب الدولة (دولة بورت كيزان)، وهذا هو خط حكومتها، وعلى القبائل المعنية أن تتحرك بسرعة وأن لا تتأخر لحظة في الدفاع عن مواطنيتها وهويتها وأن تغسل ما لحق بها من إهانات بحدِّ السيف، قبل أن تجد نفسها مرمية خارج الحدود ببراميل الإنتنوف، وهذه فرصة ثمينة بأن تتنظم وتتحالف مع من يعترف بها ضد من يحرمها وجودها وينزع عنها هويتها ومواطنتها وكينونتها ويهين كرامة أبنائها.
هذا الرجل العنصري النتن هو مدير ولاية أمن كسلا السابق، وهو كوز طليق، ظلّ يرفد (اليوتيوب) وفضائية (الزرقاء) النتنة بمداخلات وتسجيلات عن الحرب الدائرة، التي صنعها الكيزان أنفسهم، وقد وصف من قبل في تسجيلاته جميع قبائل دارفور – عربية وغير عربية – بالأجنبية، وهذا ديدن الكيزان عامة لا خاصة ، عندما اختلف حزبهم مع (عضويته) من قبائل دارفور وصفوا أبناء الزغاوة والمساليت والبرتي وغيرهم بالتشاديين الأجانب، وعندما اختلفوا مع حميدتي وصفوا الرزيقات والمسيرية والقبائل العربية الأخرى في دارفور بأنهم جرذان الصحراء وعرب الشتات وأنهم أجانب من تشاد ومالي والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو و (واق الواق).
الآن، عادوا إلى الشرق الذي لم تعجبهم مساكنة قبائله لبعضها بعضاً في سلام ووئام، فأختاروا (إبان الحكومة الانتقالية) بتدبير من الكيزان والإستخبارات العسكرية، ولسخرية القدر تم ذلك بإشراف من (الكباشي) الذي هو عند كيزان الاحجار الكريمة مجرد (ع*بد) – استغفر الله من ثقل الكلمة – التي يقولونها له في وجهه وعلى مسمع أذنه، وهو الذي أدار لهم حربهم العنصرية، فبدء لهم معركتهم في نزع الهوية من قبيلتي بني عامر والحباب وحرضوا عليها باقي القبائل، وقالوا فيها لم يقله مالك في الخمر وحاصروا أحيائها وقتلوا أبنائها واستهدفوا مملتكاتهم وأمنهم وشككوا في هويتهم ووطنيتهم، حتى يحدثوا فتنة في الشرق فيتمكنوا من خلالها من إسقاط المرحلة الانتقالية والعودة إلى السلطة وقد نجحوا في ذلك فكان إنقلاب كرتي/البرهان 25 أكتوبر 2021.
الآن أيضاً، وفي ظل هذه الحرب الضروس، فإن على أبناء هاتين الجماعتين أن يتخذوا موقفاً حاسماً وقوياً، بان يتحدوا ويتجهوا نحو خيارات أخرى للدفاع عن أنفسهم، فالحديث العنصري الذي رماهم به هذا النتن، ليس رأيه الشخصي وإنما رأي كل المنظومة الكيزانية مدنية وعسكرية، ورأي حكومة بورت كيزان التي يقودها البرهان، وهو كذلك رأي ما يُسمى بالجيش السوداني وهو محض مليشيا عنصرية حقيرة تأتمر بأمر سناء !
إن اللواء أمن كوز، فضلاً عن جهله وكذبه وعنصريته، فإنه يهدد الأمن القومي في لحظة فارقة من تاريخ السودان السياسي بأن يكون أو لا يكون، مثل هذا اللواء إذا كان في دولة أخرى، لحوكم بالإعدام فوراً ورمي بالرصاص في ميدان عام، ولن يحدث ، لذلك فإن على منسوبي قبائل البني عامر والحباب أن يحددوا موقفهم من هذه الحرب، لأن الإساءة والتخوين والعنصرية عندما تخرج من الإذاعة (القومية) فإنها تمثّل الخطاب الرسمي للجهة الحاكمة، لذا عليهم فبل شيء سحب جميع المستنفرين من أبناء جماعتّى بنو عامر والحباب وسحب جميع أبنائهم من ضباط وضباط صف وجنود من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية – ان وجدوا – واتخاذ القرار الصعب وخوض غمار معركة استرداد كرامتهم ووجودهم، فالبندقية في اليد والحليف في الأرض والهدف واضح لا تخطئه العين.
انهم الكيزان.
غدا ✍(2-2).